الحرم. وليس كذلك حرمة الشهر فإن أمد رعايتها طويل جدا وهو ثلث السنة, فيجب عليهم أن يكفوا عن الاعتداء مدة أربعة أشهر في أي بقعة كانوا, وهو قيد صعب على طبيعة العربي النفور من القيود.
٢- كثير من القبائل انتهكت حرمة الشهر، ولم تجرؤ على انتهاك حرمة الحرم على حين أن ثأرها وشرفها -وأنت تعلم قيمتهما عندهم- كان يتقاضيانها غض النظر عن حرمة الحرم. كان من هؤلاء القبائل قريش نفسها, فسيمر بك في حرب الفجار التي كانت بين قريش وأحلافها من جهة وهوازن وقيس وأحلافهما من جهة أخرى, أن القوم اقتتلوا بعكاظ في الشهر الحرام فاستووا جميعا في انتهاك حرمته مع أن قريشا هي القيّمة على دين العرب بحكم مكانها من البيت.
إلا أن قريشا لما انسلّت من عكاظ حين أتاها نبأ اعتداء أحد أحلافها على هوازني، خوفا من هوازن التي كانت متكاثرة في السوق، علمت هوازن بالأمر فاتبعت قريشا فاقتتلوا حتى جاء الليل ودخلت قريش الحرم, فأمسكت عنهم هوازن رعاية لحرمته. فهم جميعا يرون للحرم من الرعاية ما لا يرون للشهر.
٣- للعرب أساطير تقص العقاب الشديد الذي نزل بمن لم يبالِ