للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بزمن، وهو إذا تفجر وأهلك ما حوله. ولهذا كان كل منهما يحس ان هذا الحب يحمل في ذاته عناصر دماره؛ أما هي فلم يكد يمضي أسبوع على إعلانه فرحة اللقاء حتى طالعته بقولها: انه لا جدوى في هذا الحب ما دام خيطه القصير سينتهي بفراق وشيك، وكانت وهي تتحدث إليه بذلك يرتجف الحزن في عينيها ويضطرب اليأس في شفتيها، وقد سرت البرودة في يديها، وشحبت الظلال فوق جبينها (١) :

ثم انثنيت مهيضة الجلد ... تتنهدين وتعصرين يدي

وترددين وأنت ذاهلة: ... " أني أخاف عليك حزن غد "

فتكاد تنتثر النجوم أسى ... في جوهن كذائب البرد

لا تتركي لا تتركي لغدى ... تعكير يومي، ما يكون غدي؟

وإذا ابتسمت اليوم من فرح ... فلتعبسن ملامح الأبد

وكان عمري قبل موعدنا ... إلا السنين تدب في جسد وأما هو: فأنه كان يتمنى دوام هذا الحب ويخشاه في آن معا، وحين كان يستبد به حنين العودة إلى الريف، كان يهتف بالخشية التي تحبب إليه الفرار من اسار ذلك الحب (٢) :

سوف أمضي.. اسمع الريح تناديني بعيدا

؟؟؟؟..

سوف امضي فهي ما زالت هناك

في انتظاري

؟؟؟..

سوف أمضي، حولي عينيك لا ترني اليا

أن سحرا فيهما يأبى على رجلي مسيرا


(١) قصيدة " لن نفترق " في أساطير: ٢١ وتاريخها ٢١/٢/٤٨.
(٢) " سوف أمضي " في أساطير: ٩ وتاريخها ٣٠/٢/٤٨.

<<  <   >  >>