كانت معدات المعركة جاهزة حين نشرت مجلة الأديب صورة للبياتي ومعها حديث له عن بعض الشعراء المشهورين مثل ناظم حكمت وبابلو نيرودا، ومن قبل ذلك نشر نهاد التكرلي فيها مقالا عنوانه " عبد الوهاب البياتي المبشر بالشعر الحديث "؟ وكان قد أعده ليكون مقدمة لديوان " أباريق مهشمة "؛ إذن فان مجلة الأديب قد تبنت؟ هي لا تدري - موقفا متحيزا، ولم يعد في مقدور الفريق الآخر أن يلوذ بالصمت، ولما أخذ أفراده يبحثون عن مجال لهم وجدوا مجلة " الآداب " تفتح لهم صدرها الرحب. في تلك الفترة كان أصدقاء السياب يلحون عليه بألا يتهاون بأمر نفسه وأن يتصل بمجلة الآداب وينشر فيها قصائده، ونزل عند رغبتهم نفسه فكتب إلى الدكتور سهيل ادريس بذلك فتلقى منه جوابا حافلا بالتقدير والتشجيع حتى قال بدر في رده عليه:" كان لرسالتك الكريمة التي أرسلتها أثر بالغ في نفسي وهي شاهد على نبل نفسك وكبر قلبك وإخلاصك في العهد الذي قطعته على نفسك بخدمة المجموعة العربية وأدبها السائر نحو النور "(١) ومع الرسالة قصيدة " أنشودة المطر ". وما لبثت مجلة الآداب أن نشرت
(١) رسالة إلى الدكتور سهيل إدريس بتاريخ ٢٥/٣/١٩٥٤.