للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ٢٨ -

[عولس ينتظر المعجزة]

حين عاد السياب إلى البصرة عمل موظفا في مديرية الموانئ العامة بالمعقل (١) ، ويقول الأستاذ العبطة انه توظف محررا في مجلة حكومية بالبصرة (٢) وهما وظيفتان متلازمتان أو وظيفة واحدة، إذ كان تحرير المجلة في مديرية الموانئ ابرز مهماته.

ولكن كيف يفر السياب من بغداد؟ وهل تصفح عنه هذه المدينة التي سماها من قبل " المبغى "؟ أنها تطارده حيثما اتجه لترده إليها لا ضنا به وإنما إمعانا في تعذيبه. لقد تقرر أن يعقد وزراء خارجية الدول العربية مؤتمرا لهم ووقع اختيارهم على بغداد لتكون مركزا لذلك المؤتمر، واستقبل بعضهم بالمظاهرات الصاخبة؟ وبعضها للحفاوة والترحيب - وتمت اجتماعات الوزراء بين ٣١ كانون الثاني (يناير) و٥ شباط (فبراير) من عام ١٩٦١، ولكن الشرطة في بغداد لم تكن راضية عن تلك المواكب، ولهذا عمدت إلى اعتقال من قدرت انهم دبروها، وللشرطة تقدير لا يخطى فكل من دون اسمه في سجلاتها (وان


(١) انظر العبطة: ٧٦ وهذا عنوان رسائله إلى سيمون جارجي (عام ١٩٦٢) .
(٢) العبطة: ١٦ وانظر حوار العدد: ١٥ (ص: ١٢٨) .

<<  <   >  >>