شربت الشعر من احداقها ونعست في افياء
تنشرها قصائدها علي، فكل ماضيها
وكل شبابها كان انتظارا لي علي شط يهوم فوقه القمر
وتنعس في حماه الطير رش نعاسها المطر
فنبهها فطارت تملأ الآفاق بالأصداء ناعسة
تؤج النور مرتعشا قوادمها، وتخفق في خوافيها
ظلال الليل. أين أصيلنا الصيفي في جيكور
وسار بنا يوسوس زورق في مائه البلور
وأقرأ وهي تصغي والربى والنخل والأعناب تحلم في دواليها
تفرقت الدروب بنا تسير لغير ما رجعه
وغيبها ظلام السجن تؤنس ليلها شمعه
فتذكرني وتبكي، غير أني لست ابكيها
كفرت بأمة الصحراء؟..
ويذكرها في قصيدة أخرى؟ وهو مريض بلندن - فيقول (١) :
ذكرت الطلعة السمراء
ذكرت يديك ترتجفان من فوق ومن برد
تنز به صحارى للفراق تسوطها الأنواء
ذكرت شحوب وجهك حين زمر بوق سيارة
ليؤذن بالوداع؛ ذكرت لذع الدمع في خدي
ورعشة خافقي وانين روحي يملأ الحارة
بأصداء المقابر، والدجى ثلج وأمطار.
وهنا وهناك تتأثر في هذه القصائد الأولى والأخيرة حقائق واقعية كبعض الصفات الحسية من طلعة سمراء وشعر اسود مسترسل، وزيارة
(١) منزل الاقنان: ٧١.