للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيها كل حديث عن الجانب السياسي، لا لأنه كان يخشى الرقابة وحسب، بل لأن صداقته لخالد بفكرة سياسية معينة، أو قل إن صداقتهما كانت خارج نطاق المشاركة في رأي سياسي واضح المعالم.

ولكن أين هو الشعر الكثير الذي قاله في هذا العام الدراسي وفي الإجازة اللاحقة به؟ إننا لو قدرنا أن كل ديوان " أزهار ذابلة " وبعض " أساطير " يمثلان هذه الفترة لما كان ذلك كثيرا، ومع فانا نصدقه في قوله ان لديه شعرا كثيرا، ذلك انه كان ذا قدرة عجيبة على الإكثار من الشعر، ولدينا من قصائده في هذه الفترة قصيدة بعنوان " هل كان حبا " ظهرت في ديوانه الأول، ولهذه القصيدة أهمية خاصة عند الشاعر فانه يؤرخ بها بداية اتجاهه إلى الشكل الحديث في الشعر (١) ، وهي إذا توخينا الدقة لا تمثل شيئا من ذلك، وكل ما فيها تفاوت بسيط في عدد التفعيلات كقوله:

العيون الحور لو اصبحن ظلا في شرابي ... جفت الأقداح في أيدي صحابي. ... فالبحر هو الرمل، والشطر الأول يحتوي على أربع تفعيلات والثاني على ثلاث، ومن طبيعة الرمل أن يتيح هذا التفاوت تاما ومجزوءا، وليس فيها بعد ذلك من حداثة الشعر الا هذا المظهر البسيط.

وفي ديوانه " أساطير " قصيدة مبكرة من نتاج العطلة الصيفية (١٩٤٧) بعنوان " سجين " وهي تصور ان ذراعي الأب تحولان دون لقاء المنتظرة:

وطال انتظاري كأن الزمان تلاشى فلم يبق إلا انتظار ... وظل يتساءل " أألقاك "، مؤمنا أن لا بد من ساعة.. من مكان " لروحين ما زالتا في ارتقاب ":


(١) تاريخها ٢٩/١١/١٩٤٦.

<<  <   >  >>