للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فرجع المغيرة ورجع معهم، وأخبرهم كيف يحيون (١) رسول الله ، فلم يفعلوا، وحيوه بتحية أهل الجاهلية، فضرب لهم رسول الله قبة في ناحية المسجد.

وكان خالد بن سعيد بن العاصي هو الذي يختلف بينهم وبين رسول الله ، وهو الذي كتب لهم الكتاب، وكان الطعام يأتيهم من عند رسول الله فلا يأكلونه حتى يأكل منه خالد.

وسألوا رسول الله أن يترك لهم الطاغية (٢) مدة ما، لا يهدمها؛ فأبى عليهم ذلك رسول الله . وسألوا أيضاً أن يعفوا من (٣) الصلاة، فأبى عليهم من ذلك. وسألوا أن لا يهدموا أوثانهم بأيديهم، فأجابهم إلى ذلك.

وأمر عثمان بن أبي العاصي، وكان أحدثهم سناً، لأنه رآه أحرصهم على تعلم القرآن وشرائع الإسلام؛ فأسلموا، وأمر رسول الله عثمان بن أبي العاصي بتعليمهم شرائع الإسلام. ومما أمره به: أن يصلي بهم، وأن يقتدي بأضعفهم، أي لا يطول عليهم إلا على قدرة قوة أضعف من يصلي وراءه. وأمره أيضاً أن يتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً.

ثم انصرفوا إلى بلادهم، وبعث رسول الله أبا سفيان ابن حرب، والمغيرة بن شعبة، لهدم الطاغية، وهي اللات. فأقام أبو سفيان


(١) في الأصل: تحيون.
(٢) يقال للصنم: طاغية وطاغوت. والمقصود هنا: اللات، وكانت ثقيف تعبدها، وبنت لها بيتاً، وجعلت له سدنة، وعظمته وطافت حوله، وكانوا يضاهئون به الكعبة.
(٣) في الأصل: عن.

<<  <  ج: ص:  >  >>