للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعث الرجيع (١)

وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نصف صفر، في آخر تمام السنة الثالثة من الهجرة نفر من عضل والقارة، وهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة، أخي بني أسد بن خزيمة. فذكروا له صلى الله عليه وسلم أن فيهم إسلاماً، ورغبوا أن يبعث نفراً من المسلمين يفقهونهم في الدين، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ستة رجال من أصحابه (٢) : مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وخالد بن البكير الليثي، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أحد بني عمرو بن عوف بن الأوس، وخبيب بن عدي أحد بني جحجبي بن كلفة بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدقنة أحد بني بياضة بن عامر، وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر.

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرثد بن أبي مرثد (٣) ، ونهضوا مع القوم، حتى إذا صاروا بالرجيع (٤) ، ماء لهذيل بناحية الحجاز بالهدأة، غدروا بهم، واستصرخوا عليهم هذيلاً، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال


(١) انظر: الواقدي: ٣٤٤، وابن هشام ٣: ١٧٨، وابن سعد ٢ / ١: ٣٩، والطبري ٣: ٢٩، وابن سيد الناس ٢: ٤٠، وابن كثير ٤: ٦٢، والإمتاع: ١٧٤، والمواهب ١: ١٣٠، وتاريخ الخميس ١: ٤٥٤، وصحيح البخاري ٥: ١٠٣، والمسند: ٧٩١٥ تحقيق أحمد محمد شاكر.
(٢) في الجامع الصحيح للبخاري أنهم كانوا عشرة، وكذلك قال ابن سيد الناس. وفي الواقدي أنهم كانوا سبعة، والصحيح أنهم عشرة، سبعة منهم معلومة أسماؤهم في كتب الأحاديث والسير، وثلاثة لم يكونوا من مشاهير القوم، والسابع الذي لم يذكره ابن حزم هنا هو معتب بن عبيد.
(٣) الصحيح: أنه أمر عليهم عاصم بن ثابت البخاري ٥: ١٠٣) .
(٤) الرجيع: اسم ماء لهذيل، حكى البخاري أنه بين عسفان ومكة.

<<  <   >  >>