ومات وله ثلاث وستون سنة ولد ليوم الاثنين، لثمان بقين من ربيع الأول، ونبئ يوم الاثنين لأيام خلت من ربيع الأول، وهاجر يوم الاثنين، لأيام خلت لربيع. ومات صلى الله عليعه وسلم يوم الاثنين لثمان خلون لربيع الأول؛ وقد قيل غير ذلك.
ولم يختلف في أنه عليه السلام مات يوم الاثنين، ودفن ليلة الأربعاء، وقيل: يوم الثلاثاء.
وكانت علته اثني عشر يوماً، وقيل: أربعة عشر يوماً، ابتدأ به صداع وتمادى به، وكان ينفث في علته شيئاً يشبه نفث آكل الزبيب.
ومات بعد أن خيره الله عز وجل بين البقاء في الدنيا ولقاء ربه عز وجل، فاختار عليه السلام لقاء ربه تعالى.
أعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (١)
(١) منها القرآن، الذي دعا العرب وغيرهم مذ بعثه الله عز وجل قرناً إلى يومنا هذا، وإلى يوم القيامة إلى أن يأتوا بمثله إن شكوا في صدقه، فأعجز الله تعالى عن ذلك جميع البلغاء، ومنع الجن عن ذلك وغيرهم، قال تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على
(١) عقد ابن سعد في الطبقات ١ / ١: ١١٢ فصلاً لعلامات النبوة نزول الوحي على رسول الله؛ وأوردها ابن كثير ٦: ٧٤ مفصلة، واستخرج الأحاديث المتعلقة بها. وقد أفاض في ذكرها أبو نعيم في كتابه " دلائل النبوة " وخاصة في الفصلين الثاني والعشرين والتاسع والعشرين، وفيها كتب السيوطي كتاب الخصائص الكبرى. وتقصاها البيهقي في كتاب دلائل النبوة وهو مخطوط. والمواهب اللدنية ١: ٤٥٣ وانظر أيضاً صحيح البخاري ٤: ١٩١ في باب علامات النبوة، وتاريخ الذهبي ١: ٧٤، ٢٤٠ وما بعدها.