لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد أكثر العرب وثبت أهل البحرتين (١) من أهل مكة والطائف، وكثير ممن يكن اليمن فبعض كفر وارتد، وبعض قال أصلي ولا أؤدي الزكاة. فأذعن جمهور الصحابة إلى مسالمتهم، وأبى أبو بكر:
فأنفذ بعث أسامة بن زيد، فبلغ قرب الشام، وأغار على قضاعة وانصرف.
وبعث أبو بكر رضي الله عنه البعوث، حتى قهر المرتدين، وراجع الناس الإسلام.
وكان قد تنبأ باليمن الأسود العنسي، فقتله فيروز الفارسي.
وتنبأ طليحة الأسدي في أسد وغطفان، فحاربه خالد، فهرب طليحة ثم أسلم.
وتنبأت سجاح اليربوعية، وتزوجها مسيلمة الكذاب، ثم أسلمت بعد قتل مسيلمة.
[وأصحاب الفتوح من الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم]
أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي بن أبي طالب في قتل الخوارج، وكفى به فتحاً، ولقد لقي الناس ممن نحا ما نحوه من المخاوف والقتل والنهب
(١) في الأصل: البحرين، والبحرة البلدة، والعرب تسمى المدن والقرى: البحار، وقد فسر البحرتين بانهما مكة والطائف. وهذا يصدقه قول الطبري ٣: ٢٢١ " لما فصل أسامة كفرت الأرض وتصرمت وارتدت من كل قبيلة عامة أو خاصة إلا قريشاً وثقيفاً ".