ما لا يجهل، وكيف هو فتح قد أنذره به، رضي الله عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلم له أن منهم ذا الثدية (١) ، وقد وجده علي؛ ثم معاوية، ثم الوليد بن عبد الملك، ثم سليمان بن عبد الملك، ثم أبو جعفر المنصور، ثم عبد الله المأمون، وكانت للمعتصم فتوح غير مبتدأه.
فأما أبو بكر رضي الله عنه فكانت فتوجه اليمامة، وهي من أجل الفتوح، لأنه كان بها مسيلمة، لعنه الله تعالى، يدعى النبوة. ثم دوخ أبو بكر جميع بلاد العرب، فجعلها متملكة ينفذ فيها حكم الإسلام والولاية والعزل دون معترض، ولم يبق بها إلا مسلم طائع منقاد، أو ذمي مصغر كتابي.
ثم فتح عمر وعثمان رضوان الله عليهما جميع الشام ومصر وإرمينية وأذربيجان والري وما دون النهر من خراسان.
ثم فتح علي رضي الله عنه قتل الخوارج، وهو كما تقدم من أجل الفتوح، لأنهم كانوا لا يرون طاعة خليفة، ولا يرونها في قرشي، وكان ضررهم معلوماً.
ثم فتح معاوية رضي الله عنه إفريقية وجميع بلاد البربر إلى بلاد السودان أسلم كل من ذكرنا؛ وحاصر القسطنطينية.
وفتح الوليد الأندلس كلها، والسند كلها، وما وراء النهر، وغزا ملك الصين.
ثم فتح سليمان جرجان، وحاصر القسطنطينية.
(١) هو حرقوس بن زهير أحد الخوارج يوم النهروان. وقال الفراء هو ذو اليدية، ولكن الأحاديث تتباعت بالثاء. وقيل إن علياً بعد أن قضى على الخوارج تفقد قتلاهم، فاستخرج من بينهم ذا الثدية، فرآه ناقص اليد، ليس فيها عظم، طرفها حلمة مثل الثدي، عليها خمس شعرات أو سبع، رؤوسها معقفة، ثم نظر إلى عضده فإذا لحم مجتمع على منكبه كثدي المرأة (مروج الذهب ٤: ٤١٦ طبع باريس؛ وانظر الإصابة ٢٤٤٢) .