للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يخرج عن مكة، ولم يمهلوه حتى يبني بأم المؤمنين، فخرج فبنى بها بسرف (١) ، وهنالك ماتت أيام معاوية، وبها دفنت، وقبرها هنالك إلى اليوم مشهور.

غزوة مؤته (٢)

فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمرة القضاء، أقام بالمدينة ذا الحجة، والمحرم، وصفراً، وربيعاً، ثم بعث في جمادى الأولى من السنة الثامنة من الهجرة بعث الأمراء إلى الشام.

وقد كان أسلم قبل ذلك وبعد الحديبية وبعد خيبر: عمرو بن العاصي، وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة، وهم من كبار قريش.

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجيش زيد بن حارثة، فإن أصابه قدر فعلى الناس جعفر بن أبي طالب، فإن أصابه قدر فعلى الناس عبد الله بن رواحة. وشيعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وودعهم، ثم انصرف ونهضوا. فلما بلغوا معان من أرض الشام، أتاهم الخبر: أن هرقل ملك الروم قد نزل أرض بني مآب، وهي أرض بني مآب المذكورين في كتب بني إسرائيل، وأنهم كانوا يغاورونهم في أيام دولتهم (٣) ، وأنهم من بني لوط عليه السلام، وهي أرض البلقاء -: في مائة ألف من الروم،


(١) " سرف ": بفتح السين وكسر الراء، ويجوز صرفاً ومنعها من الصرف.
(٢) انظر غزوة مؤتة في: الواقدي: ٤٠١ن وابن هشام ٤: ١٥، وابن سعد ٢ / ١: ٩٢، والطبري ٣: ٠٧، وابن سيد الناس ٢: ١٥٣، وابن كثير ٤: ٢٤١، وزاد المعاد ٢: ٣٧٤، والإمتاع: ٣٤٤، وتاريخ الخميس ٢: ٧٠، والبخاري ٥: ١٤٣.
(٣) في الأصل: يعاورونهم؛ وغاور القوم: أغار عليه مرة وأغاروا عليه مرة.

<<  <   >  >>