للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت فولدت له ابنه عبد الرحمن، فهو ابن خالة إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما البغلة فكان يركبها إلى أن مات، ثم كانت عند علي بن أبي طالب إلى أن مات، قيل ثم صارت عند عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وكان يجش (١) لها الشعير لطول عمرها، إلى نفقت أيام معاوية.

وأما كسرى فكان أقبح القوم رداً، ومزق كتابه، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمزق الله ملكه أولاً، ثم ملك الفرس جملة. وكان صلوات الله وسلامه عليه له رسل كثير إلى قبائل العرب (٢) .

نساؤه صلى الله عليه وسلم (٣)

أول أزواجه صلى الله عليه وسلم: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، تزوجها عليه الصلاة والسلام وهو ابن خمس وعشرين سنة، وماتت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين (٤) ، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت. وكانت قبله عند عتيق بن عابد (٥) بن عبد الله


(١) جش الحب: دقه أو طحنه غليظاً جريشاً.
(٢) انظر تفصيل ذلك في ابن سعد ١ / ٢: ١٥ - ٣٨.
(٣) راجع هذا الفصل في كتاب السمط الثمين للمحب الطبري، وتراجم زوجات الرسول في الجزء الثامن من ابن سعد (ص ٣٥ وما بعدها) ؛ وانظر أيضاً ابن هشام ٤: ٢٩٣؛ والمحبر ص ٧٧؛ وابن عساكر ١: ٢٩٢؛ وتلقيح الفهوم ص: ٩؛ وزاد المعاد ١: ٥١؛ وتهذيب البنووي ١: ٢٧؛ وابن سيد الناس: ٢: ٣٠٠؛ وابن كثير ٥: ٢٩١.
(٤) في المواهب اللدنية (١: ٧٥) أن خديجة توفيت قبل الهجرة بسنة وأن هذا قاله ابن حزم نفسه وادعى فيه الإجماع، وهذا مخالف لما أثبته هنا، ولعله مما استدركته على نفسه كعادته في أكثر ما كتب.
(٥) كذلك ورد في ابن سعد وابن هشام؛ أما في الجمهرة (١٣٣) ؛ ونسب قريش ص ٢٢، والمحبر ص: ٧٩، والإصابة، فهو: عائذ. وفرق أبو ذي الخشني بينهما تفريقاً دقيقاً فقال: كل ما كان من ولد عمر بن مخزوم فهو " عابد " بالباء والدال المهملة، وكل ما كان من ولد عمران بن مخزوم فهو " عائذ ".

<<  <   >  >>