للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتدبير المنزل، ولا بد من أن نثقف الفتاة في أمور تدبير نفسها ومنزلها وولدها، وليست التربية الصحيحة هو حشو الأدمغة بمختلف المسائل ولكنها كما قال علماء التربية أن يثقف العقل حتى يمكن أن يتجه إلى المعلومات فيزنها بميزان الاعتبار، ويمعن فيها حتى لا يخفى عليه دقائقها وأن تهذب النفس بالأدب وجميل الحلال. إن الخبيرين بطرق التربية في مدارس الحكومة وغيرها لا يستطيعون أن ينكروا علينا أنه لا أثر فيها للتربية إنما هي ترويض وتذليل للنفوس بتعويدها الخوف والخنوع ولو بالباطل والتسليم بما يقال ولو كان كاذبًا، وبذلك تؤخذ البنات في مدارس الحكومة"١.

ويشير إلى الغاية من تربية الفتاة فيقول: "ليس ذلك لأننا نريد أن نستخدمها طاهية أو خادمًا، ولكننا نقصد أن يكون منها رقيب يحاسب الخادمات والطاهيات إذا قصرن في أداء وظيفتهن ... "٢.

ولقد أولى الشيخ عبد العزيز جاويش اهتمامه بالمرأة المثقفة، وأنشأ فصلًا من كتاب "النسائيات" لباحثة البادية -ملك حفني ناصف- دعا فيه: "إلى ترجمة آثارها إلى اللغات الأجنبية ليقرأها الأوربيون ولا سيما نساؤهم، الذين يعتقدون أننا اليوم على ما كانت عليه جاهلينا"، وبذلك ضمت مجلة "الهداية" فصولًا عن الإصلاح الاجتماعي والعديد من قضايا علم النفس الحديث، ومسائل العمران.

وكتب الشيخ جاويش مقالًا بجريدة "اللواء" الصادرة في ٨ ديسمبر ١٩٠٨ عنوانه: "مدرسو اللغة العربية المصريون في بلاد الإنجليز" جاء فيه:

"نصح إليَّ مستر "دنلوب" أيام سافرت إلى أكسفورد، أن أقتدي بها أراه من الأخلاق الفاضلة في تلك الأمة العظيمة، فماذا جرى؟ ذهبت إلى تلك الديار فوجدت الناس متمسكين بدينهم، فزادوني تمسكًا بديني،


١ المصدر السابق.
٢ راجع: المصدر اللسابق.

<<  <   >  >>