للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- أكليل غار على رأس المرأة - لجورجي نقولا باز.

٥- النسائيات - لملك حفن ناصف.

وغيرها من الكتب التي ألفها النساء بعد ذلك في الدفاع عن قضية المرأة.

وكان أنصار قاسم أمين يقابلون تهكم المعارضين بتهكم أشد، وهجوم أعنف، مثل قول ولي الدين يكن: "قالوا إن تعليم البنات مهبع إلى إفسادهن وما القائلين بذلك من تعلمت أمة وعرفت فسادها، إن هو إلا لجاج مبين، أبى القدماء مزايلة عاداتهم فضلوا وأضلوا، وحسبوا عصر أبنائهم مثل عصرهم فشقوا وأشقوا، حتى إذا كانت العاقبة فإذا هم في أجدائهم راقدون لا يسمعون فنقص عليهم قصص من خلفوا، ولا يتعظ بمصارعهم من عاش بعدهم, ورأى خطأهم، ومن لم تعظه العبر لا تؤالمه وقعات الصروف١".

ولم تمض سنوات على دعوة قاسم أمين لتعليم الفتاة وخروجها للعمل حتى سارت بعده خطوات واسعة، ووجدت أعوانًا وأنصارًا: "لم يعد ذلك الذي دعا إليه قاسم أمين هو شغل الناس بعد الحرب، فقد أخذت الأمور تتطور تطورًا سريعًا حتى أصبحت دعوة قاسم أمين وقد استنفدت في وقت وجيز كل أغراضها، واندفع الناس إلى ما وراءها في سرعة غير منظمة، فقد خلعت المرأة النقاب، ثم استبدلت المعطف الأسود بالحبرة، ثم لم تلبث أن نبذت المعطف وخرجت بالثياب الملونة، ثم أخذ المقص يتحيف هذه الثياب في الديول وفي الأكمام وفي الجيوب، ولم يزل يجور عليها فيضيقها على صاحبتها حتى أصبحت كبعض جلدها, ثم إنها تجاوزت ذلك كله إلى الظهور على شواطئ البحر في المصايف بما لا يكاد يستر شيئًا. ولم تعد عصمة النساء في أيدي أزواجهن، ولكنها أصبحت في أيدي صانعي الأزياء في باريس من اليهود ومشيعي الفجور، وقطعت المرأة مرحلة التعليم الابتدائي والثانوي، واقتحمت الجامعة مزاحمة فيما يلائمها وفيما لا يلائمها من ثقافات وصناعات،


١ راجع: الصحائف السود ص٩ وكانت صحيفة "المنار" لمحمد رشيد رضا تؤيد قاسم أمين راجع العدد الصادر في ١٥/ ٧/ ١٨٩٩.

<<  <   >  >>