للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: لقد دخل الكومبيوتر حديثًا في مجال التأليف الموسيقي فصرنا نستمع إلى موسيقى لم يقم أحد الموسيقيين بوضع ألحانها، بل إن الكمبيوتر هو الذي دبج أنغامها. ولسوف تشيع بعد وقت قريب أو بعيد آلات موسيقية إلكترونية تضغط أنت على أزرارها لكي تقوم هي بتقديم الأنغام الجديدة المبتكرة إليك، فأنت سوف تصنع الألحان بنفسك، ولكن ليس بفنك في التلحين وليس اعتمادًا على موهبتك الموسيقية، بل بمجرد معرفتك طريقة تشغيل ذلك الجهاز الإلكتروني وبمجرد الضغط على أزراره البسيطة غير المعقدة التي تسمح بتشغيله فيقوم هو بالمهمة، وذلك بالتوفيق والتبادل بين أنغامه التي سبق له استيعابها.

رابعًا: لقد قضت الآلة الكاتبة والمطبعة بكافة أنواعها على فنون الخط العربي, لقد كان الخط من الفنون التي لا تقل إبداعًا وعمقًا عن فنون التصوير المتباينة, ولكنك الآن تستطيع أن تدق على حروف الآلة الكاتبة بغير أن تتعلم فنون الخط فتخرج كتابتك مقننة على المستوى العالمي، أو قل إن خطك يكون نموذجيا بحيث لا تكون بحاجة إلى مزيد من تعلم فنون الخط, لقد صار الخط الكوفي والخط النسخ وخط الرقعة وغيرها في خبر كان, وسارت القاعدة هي أن تكتب بأي خط يتسنى لسكرتيرك أن تقرأه لتحيله إلى خط جميل مقنن على الآلة الكاتبة.

خامسًا: لقد صارت الآلات المستخدمة في صناعات البلاستيك كفيلة بأن تقدم إليك التماثيل الجميلة التي تريدها لتزيين بيتك أو مكتبك بغير ما حاجة إلى التماس التماثيل الرائعة التي كان يقوم أحد مشاهير فناني النحت بصنعتها.

أما الأمثلة التي نسوقها للبرهنة على تراجع الأدب أمام التدفقات العلمية والتكنولوجية فإنها تتلخص فيما يلي:

أولًا: الترجمة وهذا الفن قد بدأ ينسلخ وينسحب ويهرب من أيدي الأدباء والمترجمين بعد أن بدأت أجهزة الكومبيوتر في تولي زمامه والسيطرة على مقاليده, صحيح أن هناك بعض التعديلات يجب أن تدخل

<<  <   >  >>