للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"إذن فيوم الثامن عشر من يونيو الذي نحتفل به اليوم كان من أيام المقدمات المجيدة في التاريخ المعاصر، وشاء الله ألا تكون هذه المقدمات لمصر وحدها، بل والعالم الثاني وهذه المنطقة, وتلك حقائق تاريخية ينبغي أن نسجلها وأن ننشرها وأن نعلنها لأبنائنا وأبناء الشعوب المحيطة بنا ليعلموا ماذا صنع شعب مصر لحركة التحرير داخل مصر وخارجها"١.

ثانيًا: كتب الدكتور كمال جعفر أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم عقب أحداث الزاوية الحمراء بين المسلمين والمسيحيين مقالًا عنوانه: "هذا الخلاف افتراء على الإسلام والمسيحية" جاء فيه:

"لا يجوز أن يقال أبدًا ما حدث في حي الزاوية الحمراء بالقاهرة أخيرًا جاء عن مشاعر دينية، فهذا القول أبعد ما يكون عن تعاليم الدين أي دين فضلًا عن أن يكون الإسلام أو المسيحية. والبشر دائمًا يختلفون ويتفقون فهذه سنة الحياة ما دامت مصالح الناس يطرأ عليها التعارض أو تتوفر لأحدهما عوامل الترجيح تجاه الآخر, لكن أصحاب المشاعر الدينية المتمسكين بتعاليم السماء يرفضون العدو عند الاختلاف أو الخصومة، فأخلاق الأديان السماوية جميعًا السماحة والتسامح والعفو عند المقدرة. ولسنا في حاجة إلى ضرب الأمثال من حياة نبي الله عيسى أو نبي الله محمد عليهما الصلاة والسلام، فالأول واجه من عناد قومه وآذاهم الكثير والكثير، فلم يرفع عصا في وجه أحد، ولم يقذف بحجر، والثاني حيثما اشتد به أذى قومه وعجزت منه الوسائل لم يفعل إلا أن توجه إلى الله قائلًا: $"اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون". بل إن المسيحية ذهبت في التسامح إلى الحد الذي اشتهر معه مقولتها بأن"من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر" والإسلام عندما شرع القصاص ورد الاعتداء حبب في العفو، وجاء في كتابه الكريم {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} و {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} .


١ راجع: الجمهورية الصادرة في يوم الخميس ١٨/ ٦/ ١٩٨١.

<<  <   >  >>