للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تدافع أمريكا عن سياسيتها المعتدى عليها في سفارتها ودبلوماسيها المقبوض عليهم، ومن ثم كان التفكير في تلك العملية التي لم يكتب لها التنفيذ لأسباب لا تزال غامضة، وإن كان من المؤكد أن الإيرانيين أنفسهم لم يكن لهم دخل فيها, وإذا كان العالم يواجه اليوم قضية هذا العمل العسكري، فمن الطبيعي أن يبدأ بالبحث عن الأساس، ويسأل: من الذي بدأ الخطأ وتتابعت على يديه الأخطاء, هذا هو جوهر القضية"١.

د- مواقف:

عمود يحرره الأستاذ أنيس منصور في الصفحة الأخيرة من صحيفة الأهرام يتناول فيه مواضع عديدة وأحداثًا شتى وانطباعات مختلفة، وقد تحدث فيه عن طيبة المصريين فقال:

"كثيرًا ما أشعر أننا نحن المصريين "عبطاء" أي، طيبون أكثر من اللازم، وليس لذلك علاج، فمن مظاهر عبط المصريين التسامح مع من شتمهم وأهانهم، وليس أسهل عليك من أن تعانق من أهانك -أنت الذي تعانقه- وتقول: صافية كاللبن. مع أن المفروض هو أن تنتظر من أهانك حتى يعتذر لك ويطلب منك الصفح عنه، ولكنا نبادر بالصفح والسماح عملًا بالمثل الشعبي الذي يقول: أقصر الش, الباب الذي يجيء منه الريح أقفله لتستريح, ويا بخت من بات مظلومًا لا ظالمًا, العفو من شيم الكرام, ويا بخت من قدر وعفا, مثلًا في مصر الآن فنانون عرب, انفتح لهم التليفزيون والحفلات العامة، ومن المؤكد أنهم قد أهانوا مصر في مناسبات معروفة بالصوت والصورة، وينسى المصريون ذلك لا لأن المصريين ضعاف الذاكرة، ولكن لأنهم أكبر من هؤلاء الانتهازيين من النساء والرجال؛ ولأن وجودهم في مصر يكفي عقابًا لهم ولهن, فلو كانت بلادهم كريمة عليهم لعاشوا فيها، ولكنهم ضاقوا ببلادهم وضاقت بهم، واتسعت لهم صدور المصريين وموائدهم ومحلاتهم".

"أما الشيء المدهش حقا فهو أن يتصور هؤلاء السفلة أن وجودهم


١ راجع: الأهرام الصادر في ٢٧/ ٩/ ١٩٨٠.

<<  <   >  >>