للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلم والدين والفن، ثم مجلة أبوللو ١٩٣٢-١٩٣٤، والرسالة ١٩٣٣-١٩٥٢ للمرحوم أحمد حسن الزيات، والشباب ١٩٣٦ لمحمود عزمي، والشباب ١٩٣٧-١٩٣٩ لمحمد علي طاهر، والثقافة ١٩٣٩-١٩٥٣ لأحمد أمين، ولا تزال تصدر حتى اليوم تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية، والكاتب المصري ١٩٤٥-١٩٤٨، والكتاب ١٩٤٥-١٩٥٣.

على صفحات الصحف -اليومية والدورية- وعلى أيدي كتابها ظهر المقال بخصائصه وسماته، وأصبح فنا أدبيا له رونقه وجماله، وسحره وجلاله وأثره في النفوس، وغدا أكثر رواجا من الأقصوصة؛ لأن الصحافة لم تخلُ من موضوع في فن النقد أو الأدب أو الاجتماع أو السياسة أو العلم.

وفرضت الصحف أن يعبر الكاتب عن حاجات العصر وأحداثه، ويصور ما يحيط به بأسلوب يسهل فهمه ويمكن إدراكه، دون التقييد بنسق معين أو موضوع محدد، فكثرت الموضوعات وأثرت الحياة ثراء طيبا، لما خاض فيه الفكر، وجاشت به الخواطر، ودبجته الأقلام، فنهض المقال بعد أن ظل يتأرجح بين نقطة يدور حولها في الأداء، وبين الانعكاسات الهزيلة في نفس الكاتب.

ومنذ مطلع هذا القرن عرف المقال طائفة من الكتاب الذين برزوا في مجال الأدب والسياسة والاجتماع، وتميزوا بسعة الاطلاع والتعمق في الثقافة العربية، والوقوف على فنونها من أدب وفن وفلسفة ونقد، بينهم المتعمق في فكرته كالعقاد، والسهل في أدائه كالمازني، والقادر على معالجة مناص الحياة الأدبية كطه حسين. على أيدي هؤلاء الكتاب كانت محاولات التجديد في الأدب العربي، وتطور المقال في مضمونه وأدائه، وتعدد فنونه.

وفي منتصف العشرينات ترددت كلمة "الثقافة" في ظل الصحافة نتيجة لتطور الفكر الصحفي، وظهرت نوعيات من المقالات تجمع بني الأدب والعلم والسياسة عرفت "بالأدب العلمي"، ولما لوحظ التعارض بين الأدب والعلم اتفق الدكتور محمود عزمي والأستاذ سلامة موسى على أن "الثقافة يراد بها الكتابة التي تجمع بين نواحي المعرفة بمفهومها القديم

<<  <   >  >>