هو أنبه تلاميذ الكسائي بعد الفراء، ويظهر أنه كان يتصدر للتدريس والإملاء على الطلاب كما كان يؤدب بعض أبناء الأثرياء وذوي الجاه، ففي أخباره أن الرخجي كان يجري عليه في كل شهر عشرة دنانير، وأن إسحاق بن إبراهيم بن مصعب القائم على شرطة بغداد في عهد المأمون لزمه وقرأ النحو عليه. وما زال مشغولا بالتأديب والتعليم حتى توفي سنة ٢٠٩ للهجرة. ونراه يعنى بالتصنيف في النحو، فيؤلف فيه ثلاثة كتب هي: الحدود والمختصر والقياس.
ويقول مترجموه:"له في النحو مقالة تعزى إليه". ومن يرجع إلى كتب النحاة يجد له آراء كثيرة تدور فيها، وهي لا تفصله عن مدرسته الكوفية، بل تجعله منميا لها، باعثا على نشاطها. وهو فيها تارة يتفق مع أستاذه، وتارة يعدل في آرائه، وكثيرا ما ينفرد بآراء يختص بها وحده. فمما اتفق فيه مع أستاذه القول بأن الفاعل قد يحذف على نحو ما يلقانا في باب التنازع في مثل:"قام وقعد علي" ففي رأيهما أن لفظة علي فاعل للفعل الثاني وأن الفعل الأول حذف فاعله، حتى لا يكون هناك إضمار قبل ذكر الفاعل. ويتضح ذلك أكثر في حالتي التثنية والجمع، فمذهب سيبويه فيهما أن يقال في التثنية:"ضرباني وضربت الزيدَينِ", وفي الجمع:"ضربوني وضربت الزيدِينَ" أما في مذهب الكسائي وهشام, فيقال في التثنية:"ضربني وضربت الزيدَين" وفي الجمع:
١ انظر في ترجمة هشام: الفهرست ص١١٠، ومعجم الأدباء ١٩/ ٢٩٢, ونزهة الألباء ص١٦٤, وابن خلكان, وإنباه الرواة ٣/ ٣٦٤, ونكت الهميان للصفدي ص٣٠٥، وبغية الوعاة للسيوطي ص٤٠٩.