للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- تلاميذ الكسائي:

كان الكسائي متعدد الجوانب، إذ كان من أئمة القراء واللغويين والنحاة؛ ولذلك كثر تلاميذه وتعددوا حسب الجوانب التي كان يتقنها ويحاضر فيها ويملي، فمنهم من أخذ عنه القراءات واللغة، ولعل أشهرهم أبو عبيد القاسم١ بن سلام، وقد جمع من إملاءاته كثيرا في كتابه "معاني القرآن" وصور قراءاته في كتابه عن القراءات. وكانت له عناية شديدة باللغة ورواية غريبها على نحو ما هو معروف في كتابه الغريب المصنف. وتذكر له كتب النحو أنه كان يذكر أن بين العرب قوما ينصبون بإن وأخواتها الاسم والخبر جميعا، كقول بعض الشعراء:

إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خِفافا إن حراسنا أسدا

والجمهور يتأولون ذلك ومثله على الحال, وأن الخبر محذوف٢. ومنهم من شدا عنه اللغة والشعر وأطرافا من النحو، وهم جماعة من المؤدبين، لعل أشهرهم علي٣ بن المبارك الأحمر مؤدب الأمين، وكان يحفظ كثيرا من القصائد وأبيات الغريب، وروى السيوطي أنه كان يزعم -مع الفراء- أن ما قد تكون أداة استثناء، بدليل قول بعض العرب: "كل شيء مَهَهٌ "سهل" ما النساءَ وذكرَهن" أي: إلا النساء وذكرهن. وتأوله النحاة بأن فعل الاستثناء بعد ما حذف، والتقدير: ما خلا أو ما عدا النساء وذكرهن٤.

وممن قرأ عليه اللغة والنحو وقراءة حمزة محمد٥ بن سعدان الضرير وكان


١ انظر في ترجمة القاسم بن سلام: الزبيدي ص٢١٧, ونزهة الألباء ص١٣٦, وأبا الطيب اللغوي ص٩٣, والفهرست ص١١٢, ومعجم الأدباء ١٦/ ٢٥٤, وتاريخ بغداد ١٢/ ٤٠٣, وطبقات الشافعية ١/ ٢٧٠, وطبقات القراء ٢/ ١٦, وتهذيب التهذيب ٨/ ٣١٥, وإنباه الرواة ٣/ ١٢, وبغية الوعاة ص٣٧٦.
٢ همع الهوامع ١/ ١٣٤.
٣ راجع ترجمته في الزبيدي ص١٤٧, وأبي الطيب اللغوي ص٨٩, وتاريخ بغداد ١٢/ ١٠٤, ونزهة الألباء ص٩٧, ومعجم الأدباء ١٣/ ٥, وإنباه الرواة ٢/ ٣١٣, وبغية الوعاة ص٣٣٤.
٤ الهمع ١/ ٢٣٣.
٥ انظر في ترجمته الزبيدي ص١٥٣, والفهرست ص١١٠, وتاريخ بغداد ٥/ ٣٢٤, ونزهة الألباء ص١٤٤, ومعجم الأدباء ١٨/ ٢٠١, وطبقات القراء ٢/ ١٤٣, وبغية الوعاة ص٤٥.

<<  <   >  >>