للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على نية الإضافة إلى مقدر مثل المضاف إليه١.

وكان يذهب إلى أن "كان" يليها فاعل مرفوع وحال منصوب، وقد يسمي اسمها شبه فاعل وخبرها شبه حال، وقد يقول: إن الخبر نُصب بخلوه من العامل٢. وذهب إلى أن حاشا الاستثنائية في مثل: "جاء القوم حاشا زيدٍ" فعل لا فاعل له، وزيد مجرورة بلام مقدرة، والأصل "حاشا لزيد" وحذفت اللام لكثرة الاستعمال، وكان سيبويه يذهب إلى أنها دائما حرف جر. وجمع المبرد بين الرأيين، فقال: إنها تكون حرف جر كما ذهب سيبويه، وقد تكون فعلا ينصب ما بعده بدليل تصرفه إذ يقال: حاش وأحاشي٣. وكان البصريون وأستاذه الكسائي يذهبون إلى أن نعم وبئس فعلان ماضيان لا يتصرفان، وخالفهما ذاهبا إلى أنهما اسمان مبتدآن لعدم تصرفهما ولدخول حرف الجر عليهما في بعض كلام العرب وأشعارهم, كقول أعرابي بُشِّر بمولودة: "والله ما هي بنعم المولودة"٤. وذهب الكسائي مع البصريين إلى أن صيغة التعجب في مثل: "ما أكرم محمدا" فعل ماضٍ، وذهب الفراء إلى أنها اسم مبني خبر لما الاستفهامية، فما ليست تعجبية بمعنى شيء وإنما هي استفهامية، واحتج لاسمية صيغة التعجب بأنه قد يدخلها التصغير في مثل قول الشاعر:

يا ما أميلح غزلانا شدن لنا

والتصغير إنما يدخل في الأسماء لا في الأفعال٥.

وذهب -كما مر بنا في غير هذا الموضع- إلى أن لولا في مثل: "لولا السفر لزرتك" هي التي تعمل الرفع في كلمة السفر أو بعبارة أخرى: في تاليها، فكلمة السفر مرفوعة بها، وكان الكسائي يذهب إلى أن المرفوع بعدها فاعل لفعل مقدر، وذهب سيبويه إلى أنه مبتدأ محذوف الخبر٦. وكان يذهب إلى أن


١ الهمع ١/ ١٧٧.
٢ معاني القرآن ١/ ١٣، وانظر الرضي ١/ ٧٤، والهمع ١/ ١١١، ١٥١.
٣ ابن يعيش ٢/ ٨٤، والإنصاف: المسألة رقم ٣٧، والهمع ١/ ٢٢٣.
٤ في معاني القرآن ١/ ٢٦٨: بئس ونعم دلالة على مدح أو ذم, لم يرد منهما مذهب الفعل مثل: قاما وقعدا، وانظر ٢/ ١٤١ حيث ينص على اسميتهما, وابن يعيش ٧/ ١٢٧، والإنصاف: المسألة رقم ١٤.
٥ ابن يعيش ٧/ ١٤٣، والإنصاف: المسألة رقم ١٥.
٦ معاني القرآن ١/ ٤٠٤، وابن يعيش ٣/ ١١٨، والرضي ١/ ٩٣، ٢/ ١١٨، والإنصاف: المسألة رقم ١٠.

<<  <   >  >>