للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإقرائه للطلاب وفكّ معميّاته مثل ابن١ الرماك المتوفى سنة ٥٤١ لأول عهد الموحدين بالأندلس، وهو تلميذ ابن الطراوة، ومثل الأقليشي٢ المتوفى سنة ٥٥٠ تلميذ أبي محمد بن السيد، ومثل جابر٣ الإشبيلي الحضرمي المتوفى سنة ٥٩٦ تلميذ ابن الرماك، وتلميذه أبي بكر محمد٤ بن طلحة المتوفى سنة ٦١٨ وكان يميل إلى آراء ابن الطراوة ويحتجّ لها. وأنبه من هؤلاء أبو بكر بن طاهر وأبو القاسم السهيلي والجزولي وابن خروف، ولا نمضي في القرن السابع الهجري طويلا حتى يظهر عمر بن محمد الشلوبين, وابن هشام الخضراوي.

وابن٥ طاهر هو محمد بن أحمد بن طاهر المتوفى في عشر الثمانين وخمسمائة، وهو تلميذ ابن الرماك، اشتهر بتدريسه لكتاب سيبويه، وله عليه حواشٍ اعتمدها تلميذه ابن خروف في شرحه للكتاب، وله أيضا تعليق على كتاب الإيضاح لأبي علي الفارسي. وله اختيارات مختلفة من مذاهب النحاة السابقين، من ذلك اختياره رأي سيبويه وابن الباذش في أنه لا يجوز حذف أحد مفاعيل أعلم بدون دليل٦، واختار رأي السيرافي والأعلم الشنتمري في أن "مما" قد تأتي مرادفة لربما٧، وكذلك رأي السيرافي في أنه يجوز أن يعمل الفعل في مصدرين: مؤكد ومبين مثل: "ضربت ضربتين ضربا شديدا"٨. وكان الكوفيون يذهبون إلى أنه لا تقدير مع الظرف في مثل: "محمد عندك" وأنه منصوب على الخلاف بينما قدره البصريون متعلقا بفعل أو اسم محذوف، وذهب ابن طاهر إلى أنه لا تقدير فيه إلا أنه جعل ناصبه المبتدأ لا المتعلق المحذوف٩. وكان يذهب مذهب أبي علي الفارسي في أن نون المثنى وجمع المذكر السالم عوض عن التنوين والحركة في المفرد١٠،


١ انظر فيه البغية للسيوطي ص٣٠١.
٢ انظر فيه إنباه الرواة ١/ ١٣٦، وبغية الوعاة ص١٧١.
٣ انظره في البغية للسيوطي ص٢١١.
٤ راجعه في البغية ص٤٩, والمغرب ١/ ٢٥٣, والتكملة لابن الأبار ص٣١٩. وروى السيوطي في الأشباه والنظائر أنه كان يذهب إلى أن المضارع المتصل بنون النسوة باقٍ على إعرابه وليس مبنيا وهو في الواقع يتابع السهيلي في ذلك. انظر شرح التصريح على التوضيح ١/ ٥٦.
٥ انظر في ترجمته بغية الوعاة ص١٢.
٦ الهمع ١/ ١٥٨.
٧ المغني ص٣٥٧.
٨ الهمع ١/ ١٨٨.
٩ المغني ص٤٨٤.
١٠ الهمع ١/ ٤٨.

<<  <   >  >>