للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أن الفعل يعمل في المفعول معه بواسطة الواو مثل استوى الماءُ والخشبةَ١، أما المفعول له فيعمل فيه الفعل مباشرة مثل: فعلت ذاك حِذارَ الشر٢. وعنده أن العامل في الجر المضاف أو حرف الجر الذي يصل به الفعل أو يوصله إليه٣. أما العامل في المبتدأ فالابتداء، وهو العامل المعنوي الوحيد الذي أثبته سيبويه٤. ويعمل المبتدأ فيما بعده عمل الفعل، أي: إنه هو العامل في الخبر وكل ما يكون بعده٥ من مثل الحال. ويفتح فصولا لإن وأخواتها, ذاكرا أنها عملت فيما بعدها النصب والرفع تشبها بالفعل، وكأنها بمنزلة كان للزوم المبتدأ والخبر لها، مما جعلها تعمل عمل كان معكوسا٦. ويتابع الخليل في الوقوف عند دخول ما عليها وجواز إلغاء عملها ويقول: إن إنّ حين تخفف تلغى وتدخلها اللام الفارقة بينها وبين إن العاملة مثل: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} . ويذكر أن بعض العرب يُعملها وهي مخففة فيقول: "إنْ عمرا لمنطلق"٧. ويقف عند صور التمييز مثل: "ما في السماء موضع كفٍّ سحابًا" و"لله دره رجلا", ورجلا في مثل: "نعم رجلا عبد الله" وعنده أن نعم وبئس فعلان وأن التمييز يعمل فيه ما قبله٨. وليست يا هي العاملة في النداء والندبة وما إليهما, وإنما العامل الفعل المحذوف, إذ التقدير في مثل: يا عبد الله, أدعو عبد الله٩، وكأن المنادى عنده بمنزلة المفعول به. وتعمل لا النافية للجنس عمل إنّ ويحذف التنوين من اسمها فيكون مبنيا على الفتح١٠. ويتحدث عن الاستثناء وأدواته، ويفهم من كلامه أن إلا هي العاملة في المستثنى بعدها، وقد يحمل كلامه على أنها توصِّل الفعل السابق للعمل فيما بعدها مثل واو المعية في باب المفعول معه١١. وعنده أن عدا في الاستثناء فعل دائما، أما حاشا فحرف يجر ما بعده دائما١٢. وكان يذهب إلى أن لولا إذا وليها ضمير مثل لولاك, كانت حرف جر وما بعدها


١ الكتاب ١/ ١٥٠.
٢ الكتاب ١/ ١٨٥.
٣ الكتاب ١/ ٢٠٩.
٤ الكتاب ١/ ٢٧٨.
٥ الكتاب ١/ ٢٦٠.
٦ الكتاب ١/ ٢٧٩ وما بعدها.
٧ الكتاب ١/ ٢٨٣.
٨ الكتاب ١/ ١٩٨ وما بعدها.
٩ الكتاب ١/ ٣٠٣.
١٠ الكتاب ١/ ٣٤٥.
١١ الكتاب ١/ ٣٥٩ وما بعدها.
١٢ الكتاب ١/ ٣٧٧.

<<  <   >  >>