أَنه نقص فِي الدّين لقَوْله تَعَالَى (إِنَّك لَا تسمع الْمَوْتَى وَمَا أَنْت بمسمع من فِي الْقُبُور) فسماهم لضلالتهم وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وَلم يرى لمَوْته آلَة الْمَوْت كالغسل والكفن وَغَيره فَإِن ذَلِك يدل على هدم حَائِط أَو كسر خَشَبَة فِي الدَّار الَّتِي مَاتَ فِيهَا
وَإِن رأى آلَة الْمَوْت فَذَلِك زِيَادَة نقص فِي دينه
وَقيل الْمَوْت سفر ونقلة لِأَن كل ميت لَا بُد لَهُ من نقلة
وَقيل الْمَوْت فقر إِذا كَانَ الْمَيِّت عُريَانا وَمن مَاتَ وَدفن فَإِنَّهُ يَمُوت بِلَا تَوْبَة فَإِن خرج من قَبره فَإِنَّهُ يَتُوب وَمن رأى كَأَنَّهُ مَاتَ وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال وَلم يدْفن فَإِنَّهُ يقهر أعداءه وَإِن كَانَ أَهلا للولاية نالها وَتَكون ولَايَته على نَاس بِقدر من تبعه فِي جنَازَته
وَمن راى كَأَنَّهُ عَاشَ بعد مَوته فَإِنَّهُ يَتُوب بعدغفلته
وَإِن كَانَ كَافِرًا أسلم لقَوْله تَعَالَى (وكنتم أَمْوَاتًا فأحياكم) بعد ضَالِّينَ فَهدَاكُم وَقيل من عَاشَ بعد مَوته فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي بعد فقر لما جرى على ألسن النَّاس فلَان قد عَاشَ بعد أَن كَانَ مَيتا وَمن رأى مَيتا فَأخْبرهُ أَنه لم يمت فَإِنَّهُ فِي مقَام الشُّهَدَاء منعم فِي الْآخِرَة لقَوْله تَعَالَى (وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء) وَمن رأى كَأَنَّهُ حمل مَيتا على غير صفة حمل الْأَمْوَات فَإِنَّهُ ينَال مَالا حَرَامًا
فَإِن حمله كَمَا تحمل الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يخْدم سُلْطَانا
وَمن رأى كَأَنَّهُ ميت مَعَ الْأَمْوَات فَإِنَّهُ يخالط قوما فاسقين
وَإِذا رأى الْمَيِّت مَرِيضا فَإِنَّهُ مسئول عَن أُمُور دينه فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى وَمن رأى مَيتا مَعْرُوفا قد مَاتَ وَلم يكن لمَوْته بكاء وصراخ فَإِن شخصا من عقبه يَمُوت وَمهما أخبر الْمَيِّت من خير وَهُوَ