والخردل أَو المريّ النبطي ويشال بالآلة الْمَذْكُورَة. والدواء الَّذِي يشال بِهِ العفص والنوشادر مسحوقتين. وَأقوى العلاج أَن يكبس بالآلة إِلَى فَوق ممتدّاً إِلَى خَارج بالأدوية القوابض أَو المخلوطة بالمحلّلات على مَا يجب وَرُبمَا غمز بالإصبع ملطوخة بِمثل رث التوت والجوز وَغير ذَلِك. وَمن الْأَدْوِيَة الجيدة للكبس جلنار وشب وكافور. وَمن الجيدة فِي الإشالة الْمسك والنوشادر والعفص بالجلّنار. والسك ألطف بعد أَن لَا يكون هُنَاكَ آفَة من ورم وامتلاء فَإِذا وقف تغرغر بِمَاء الثَّلج غرغرة بعد غرغرة. وَمِمَّا جرت لذَلِك أَن يُؤْخَذ بزر الْورْد نصف رَطْل عصارة لحية التيس ثَلَاث أَوَاقٍ يطْبخ فِي الْعَسَل أَو فِي الطلاء وَهُوَ أقوى. وَالصبيان قد يشيل لهاتهم العفص المسحوق بالخل وخصوصاً إِذا طلي مِنْهُ على نوافيخهم. فصل فِي إِفْرَاد كَلَام فِي قطع اللهاة واللوزتين يجب أَن ينظر فِي اللهاة دقّتها وضمورها وخصوصاً فِي أَسْفَلهَا وخصوصاً إِن غلظ طرفها وَرشح مِنْهُ كالقيح فَهُوَ أوّل وَقت وَحِينَئِذٍ يقطع بالحديد أَو بالأدوية الكاوية ويحتاط بإسهال لطيف يتقدمه وَنقص الْبدن عَن الامتلاء إِن كَانَ بِهِ من دم أَو غَيره فَإِن الْقطع مَعَ الامتلاء خطر والدقيق المستطيل كذنب الفارة الرَّاكِب على اللِّسَان من غير امتلاء وَحُمرَة. أَو سَواد فَإِن قطعه قَلِيل الْخطر. فصفة قطعهَا أَن يكبس اللِّسَان إِلَى أَسْفَل ويتمكّن من اللهاة بالقالب ويجر إِلَى أَسْفَل وَلَا يستأصل قطعهَا بل يتْرك مِنْهَا شَيْء فَإنَّك إِن قربته من الحنك لم يكد الدَّم يرقأ الْبَتَّةَ مَعَ أَنه لَا يجب أَن يقطع شَيْئا قَلِيلا فَتكون الآفة تبقى بِحَالِهَا بل يجب أَن يقطع قدر مَا زَاد على الطبيعي. وَأما إِذا كَانَت حَمْرَاء وارمة فَفِي قطعهَا خطر وَرُبمَا انْبَعَثَ دم لَا يرقأ بكَل رقوء. وَمن الْأَدْوِيَة القاطعة لَهَا الحلتيت والشب لَا يزَال يَجْعَل على أَصْلهَا فَإِنَّهُ يُسْقِطهَا. من الْأَدْوِيَة المسقطة إِيَّاهَا بالكي هُوَ النوشادر مَعَ الحلتيت والزاجات. وَيجب أَن يقبض بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة على اللهاة بالآلة الموصوفة وَتمسك سَاعَة من غير قطع حَتَّى يعْمل فِيهِ ثمَّ يُعَاد فِيهِ إِلَى أَن تسودّ فَإِن اسودت سَقَطت بعد ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْأَكْثَر وَيجب أَن يكون المعالج منكباً فاتح الْفَم حَتَّى يسيل لعابة وَلَا يحتبس فِي فَمه. وَأما اللوزتان فيعلقان بصنّارة ويجذبان إِلَى خَارج مَا أمكن من غير أَن ينجذب مَعهَا الصفاقات فيقطعان باستدارة من فَوق الأَصْل وَعند ربع الطول بالآلة القاطعة من بعد أَن تقلب الْآلَة القاطعة وتقطع الْوَاحِدَة بعد الْأُخْرَى وَبعد مُرَاعَاة الشَّرَائِط الْمَذْكُورَة فِي لَوْنهَا وحجمها فَإِذا سقط مِنْهَا مَا قطع ترك الدَّم يسيل بِقدر صَالح وصاحبها منكبّ على وَجهه لِئَلَّا يدْخل الدَّم حلقه ثمَّ يتمضمض بِمَاء وخل مبردين ويتقيأ ويسعل لينقّي بَاطِنه ثمَّ يَجْعَل عَلَيْهِ مَا يقطع الدَّم مثل القلقطار والشبّ والزاج يتغرغر بطبيخ العليق وورق الآس مفتراً. فصل فِي ذكر آفَات الْقطع
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute