للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الْفَنّ الْخَامِس عشر أَحْوَال المرارة وَالطحَال)

وَهُوَ مقالتان: الْمقَالة الأولى تشريح المرارة وَالطحَال وَفِي اليرقان فصل فِي تشريح المرارة اعْلَم أَن المرارة كيس معلّق من الكبد إِلَى نَاحيَة الْمعدة من طبقَة وَاحِدَة عصبانية وَلها ضمّ إِلَى الكبد ومجرى فِيهِ يجذب الْخَلْط الرَّقِيق الْمُوَافق لَهَا والمرار الْأَصْفَر ويتصل هَذَا المجرى بِنَفس الكبد وَالْعُرُوق الَّتِي فِيهَا يتكون الدَّم وَله هُنَاكَ شعب كَثِيرَة غائصة وَإِن كَانَ مدْخل عمودها من التقعير والفم ومجرى إِلَى نَاحيَة الْمعدة. والأمعاء ترسل فِيهِ إِلَى ناحيتهما فضل الصَّفْرَاء على مَا ذَكرْنَاهُ فِي الْكتاب الأول. وَهَذَا المجرى يتَّصل أَكثر شعبه بالاثني عشري وَرُبمَا اتَّصل شَيْء صَغِير مِنْهُ بِأَسْفَل الْمعدة وَرُبمَا وَقع الْأَمر بالضد فَصَارَ الْأَكْبَر الْمُتَّصِل بالوعاء الأغلظ إِلَى أَسْفَل الْمعدة والأصغر إِلَى الاثْنَي عشري. وَفِي أَكثر النَّاس هُوَ مجْرى وَاحِد مُتَّصِل بالاثني عشري. وَأما مدْخل الأنبوبة المصاصة للمرارة فِي المرارة فقريب من مدْخل أنبوبة المثانة فِي المثانة. وَمن عَادَة الْأَطِبَّاء الأقدمين أَن يسموا المرار الْكيس الْأَصْغَر كَمَا أَنه من عَادَتهم أَن يسموا المثانة الْكيس الْأَكْبَر وَمن الْمَنَافِع فِي خلقَة المرارة تنقية الكبد من الْفضل الرغوي وَأَيْضًا تسخينها كالوقود تَحت الْقدر وَأَيْضًا تلطيف الدَّم وَتَحْلِيل الفضول وَأَيْضًا تَحْرِيك البرَاز وتنظيف الأمعاء وشدّ مَا يسترخي من العضل حوله وَإِنَّمَا لم يخلق فِي الْأَكْثَر للمرارة سَبِيل إِلَى الْمعدة لتغسل رطوباتها بالمرة كَمَا تغسل بهَا فِي رطوبات الأمعاء لِأَن الْمعدة تتأذى بذلك وتغثّي وَيفْسد الهضم فِيهَا بِمَا يخالط الْغذَاء من خلط رَدِيء ويأتيها من الْعرق الضَّارِب. وللعصبة الَّتِي تتصل بالكبد شعبتان صغيرتان جدا والمرارة كالمثانة طبقَة وَاحِدَة مؤلفة من أَصْنَاف الليف الثَّلَاثَة وَإِذا لم

<<  <  ج: ص:  >  >>