للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل فِي النَّفس السَّرِيع هُوَ الَّذِي تكون الْحَرَكَة فِيهِ فِي مُدَّة قَصِيرَة مَعَ بُلُوغ الْحَاجة لَا كالقصير وَالصَّغِير وَالسَّبَب فِيهِ شقة الْحَاجة إِذا لم يبلغ الْكِفَايَة فِيهَا بالعظم إِمَّا لِأَن الْحَاجة فَوق الْبلُوغ إِلَيْهِ بالعظم وَإِمَّا لِأَن الْعظم حَائِل مثل مَا قيل فِي النبض. وَذَلِكَ الْحَائِل إِمَّا فِي الْآلَة وَإِمَّا فِي الْقُوَّة قد تكون السرعة فِي إِحْدَى الحركتين أَكثر مِنْهَا قي الْأُخْرَى مثل الْمَذْكُور فِي النَّفس الْعَظِيم. فصل فِي النَّفس البطيء هُوَ ضد السَّرِيع وضد أَسبَابه وَقد يبطئ الوجع إِذا كَانَ الْعُضْو المتنفّس يحْتَاج إِلَى أَن يَتَحَرَّك بِرِفْق وتؤدة. فصل فِي النَّفس الْمُتَوَاتر هُوَ الَّذِي يقصر الزَّمَان بَينه وَبَين الَّذِي قبله. وَمن أَسبَابه شدَّة الْحَاجة إِذا لم ينْقض بالعظم والسرعة لِأَنَّهَا أَكثر من الْبلُوغ إِلَيْهِ بهما لِأَن دونهمَا حَائِلا من وجع أَو ورم أَو ضيق لمواد كَثِيرَة أَو انضغاط أَو انصباب قيح فِي فضاء الصَّدْر أَو شَيْء آخر من أَسبَاب الضّيق. وَأَنت تعرف الْفرق بَين الْوَاقِع بِسَبَب الْحَاجة وَالْوَاقِع بِسَبَب الوجِع وَغير ذَلِك مِمَّا سلف لَك فِي بَاب الْعَظِيم. وَالنَّفس الْمُتَوَاتر على مَا شهد أبقراط يستتبع آفَة لتجفيف الرئة وأتعاب أَعْضَاء النَّفس فِيمَا يَليهَا. فصل فِي النَّفس الْبَارِد يدل على موت الْقُوَّة وطفء الْحَرَارَة الغريزية واستحالة مزاج الْقلب إِلَى الْبرد وَهُوَ أردأ عَلامَة فِي الْأَمْرَاض الحادة وخصوصاً إِذا كَانَ مَعَه نداوة فتتمّ دلَالَته على انحلال الغريزية. فصل فِي النَّفس المنتن هُوَ دَاخل فِي البخر وَيُفَارق سَائِر أَصْنَاف البخر بِأَن تِلْكَ الْأَصْنَاف قد تروح النتن فِي غير حَال التنفس وَهَذَا إِنَّمَا ينتن عِنْدَمَا يخرج النَّفس وَهَذَا يدل على أخلاط عفنة فِي أَعْضَاء التنفس إمّا القصبة وَإِمَّا الرئة إِذا عفن فِيهَا خلط أَو مُدَّة. فصل فِي الِانْتِقَالَات الَّتِي تجْرِي بَين النَّفس الْعَظِيم وَالنَّفس السَّرِيع وَالنَّفس الْمُتَوَاتر وأضدادها لقد علمت أَن الْحَاجة إِذا زَادَت وَلم يكن لَهَا حَائِل عظم النَّفس فَإِن زَادَت أَكثر أسْرع فَإِن زَادَت أَكثر تَوَاتر فَإِذا تراجعت الْحَاجة نقص أَولا التَّوَاتُر ثمَّ السرعة ثمَّ الْعظم وَكَذَلِكَ إِذا قلّ الْحول وَالْمَنْع وَإِذا فقد التراجع فِي الْمعَانِي الثَّلَاثَة وجد التَّفَاوُت أَكثر ثمَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>