الِابْتِدَاء وَمَا تزداد الْأَعْرَاض فِيهِ ويزداد النفث وَيَأْخُذ فِي الرّقة ويزداد فِي الخثورة وَفِي السهولة وَيَأْخُذ فِي الْحمرَة إِن كَانَت إِلَى الاصفرار الْمُنَاسب للحمرة فَهُوَ الازدياد ثمَّ إِذا نفث العليل نفثاً سهلاً نضجاً على مَا ذَكرْنَاهُ من النضج وَيكون كثيرا وَيكون الوجع خَفِيفا فَذَلِك هُوَ وَقت الْمُنْتَهى وَوقت موافاة النضج التَّام ثمَّ إِذا أَخذ النفث ينقص مَعَ ذَلِك القوام وَتلك السهولة وَمَعَ عدم الوجع ونقصان الْأَعْرَاض فقد انحط فَإِذا أحتبس النفث عَن زَوَال الْأَعْرَاض الْبَتَّةَ فقد عَلَامَات أصنافه بِحَسب أَسبَابه: الْأَشْيَاء الَّتِي مِنْهَا يستدلّ على السَّبَب الْفَاعِل لذات الْجنب النفث فِي لَونه إِذا كَانَ بسيط اللَّوْن. أَو مختلط اللَّوْن وَمن مَوضِع الوجع وَمن الحمّى وشدتها ونوبتها فَإِن النفث إِذا كَانَ إِلَى الْحمرَة دلّ على الدَّم وَإِذا كَانَ إِلَى الصُّفْرَة دلّ على الصَّفْرَاء. والأشقر يدلّ على اجْتِمَاعهمَا وَإِذا كَانَ إِلَى الْبيَاض وَلم يكن للنضج دلّ على البلغم وَإِذا كَانَ إِلَى السوَاد والكمودة وَلم يكن لسَبَب صابغ من خَارج من دُخان وَنَحْوه دلّ على السَّوْدَاء. وَأَيْضًا فَإِن الوجع فِي البلغم والسوداء فِي أَكثر الْأَمر يكون منسفلاً وَإِلَى اللين وَفِي الآخرين متصعِّداً ملتهباً وَأَيْضًا فَإِن الْحمى إِن كَانَت شَدِيدَة كَانَت من مواد حارة وَإِن كَانَت غير شَدِيدَة كَانَت من مواد إِلَى الْبرد مَا هِيَ وَرُبمَا دلّت بالنوائب دلَالَة جَيِّدَة. عَلَامَات انْتِقَاله: أَنه إِذا لم ينفث نفثاً مَحْمُودًا سَرِيعا وَلم يستنشق فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فقد انْتقل إِلَى الْجمع وَيدل على ابْتِدَائه فِي تصعده شدَّة الوجع وعسر النَّفس وضيقه وتضاغطه عِنْد الْبسط مَعَ صغر وَشدَّة الحمّى وخشونة اللِّسَان خَاصَّة ويبس السعال لتلزج الْمَادَّة وكثافة الْحجاب وَضعف الْقُوَّة وَسُقُوط الشَّهْوَة والأخلاط والسهر ويقل نخسه فِي ذَلِك الْموضع وَإِذا جمع وَتمّ الْجمع سكنت الحمّى والوجع وازداد الثّقل فَإِذا انفجر عرض نافض مُخْتَلف واستعراض نبض مَعَ اختلافه وَتسقط القوّة وتذبل النَّفس. وَكَثِيرًا مَا تعرض حمى شَدِيدَة لِلذع الْمدَّة للأعضاء ولذع الورم فَإِذا انفجر ثمَّ لم يستنق من يَوْم الانفجار إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا أدّى إِلَى السلّ وانفجار المتقيح فِي الْيَوْم السَّابِع وأبعده فِي الْأَقَل وَأَكْثَره بعد ذَلِك إِلَى الْعشْرين وَالْأَرْبَعِينَ وَالسِّتِّينَ. وَكلما كَانَت عوارض الْجمع أشدّ كَانَ الانفجار أسْرع وَكلما كَانَت أَلين كَانَ الإنفجار أَبْطَأَ وخصوصاً الْحمى من جملَة الْعَوَارِض. وَإِذا ظَهرت العلامات الظَّاهِرَة الهائلة وَكنت قد شاهدت دَلَائِل محمودة فِي النفث وَغَيره فَلَا تجزع كل الْجزع فَإِن عروضها بِسَبَب الْجمع لَا بِسَبَب آخر. وكل ذَات جنب لَا يسكن وَجَعه بنفث وَلَا فصد وَلَا إسهال وَلَا غير ذَلِك فتوقع مِنْهُ تقييحاً أَو قتلا قبله بِحَسب سَائِر الدَّلَائِل. وَإِذا رَأَيْت النبض يشْتَد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute