للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلامات: عَلَامَات ذَات الرئة حمّى حادة لِأَنَّهُ ورم حَار فِي الأحشاء وضيق نفس شَدِيد كالخانق ينصب المتنفس لأجل الورم ويُضيّق المسالك وحرارة نفس شَدِيد وَثقل لِكَثْرَة مَادَّة فِي عُضْو غير حساس الْجَوْهَر حساس الغشاء الَّذِي لُف فِيهِ وتمدد فِي الصَّدْر كُله بِسَبَب ذَلِك ووجع يَمْتَد من الصَّدْر وَمن العمق إِلَى نَاحيَة الْقصر والصلب. وَقد يحس بِهِ بَين الْكَتِفَيْنِ وَقد يحس بضربان تَحت الْكَتف والترقوة والثدي إِمَّا مُتَّصِلا وَإِمَّا عِنْدَمَا يسعل وَلَا تحْتَمل أَن يضطجع إِلَّا على الْقَفَا وَأما على الْجنب فيختنق. وَصَاحب ذَات الرئة يحمرّ لِسَانه أَولا ثمَّ يسودّ وَيكون لِسَانه بِحَيْثُ تلصق بِهِ الْيَد إِذا لمسته بهَا مَعَ غلظ وَرُبمَا شَاركهُ فِي التمدد وامتلاء الْوَجْه كُله وَيظْهر فِي الوجنتين حمرَة وانتفاخ لما يتَصَعَّد إِلَيْهِمَا من البخار مَعَ لحميتهما وتخلخلهما ليسَا كالجبهة فِي جلديتها. وَرُبمَا اشتدت الْحمرَة حَتَّى الْمَصْبُوغ وَرُبمَا أحس بصعود البخار كَأَنَّهُ نَار تعلوه وَتظهر نفخة شَدِيدَة وَنَفس عالٍ سريع لعظم الْحمى وآفتها. وتهيج العينان وتثقل حركتهما وتمتلئ عروقهما وتثقل الأجفان وَالسَّبَب فِيهِ أَيْضا البخار وَيظْهر فِي القرنية شبه تورّم وَفِي الحدقة شبه جحوظ مَعَ دسومة وَسمن وتغلظ الرَّقَبَة. وَرُبمَا حدث سبات لِكَثْرَة البخار الرطب وَرُبمَا كَانَ مَعَه برد أَطْرَاف. وَأما النبض فَيكون موجيّاً لينًا لأنّ الورم فِي عُضْو لين والمادة رطبَة والموج مُخْتَلف لَا محَالة فِي انبساط وَاحِد. وَرُبمَا انْقَطع وَرُبمَا صَار ذَا فرعتين وَذَلِكَ فِي انبساط وَاحِد. وَرُبمَا كَانَ ذَلِك بِحَسب انبساطات كَثِيرَة وَقد يَقع فِي الانبساطات الْكَثِيرَة وَقد يَقع فِيهِ الْوَاقِع فِي الْوسط. ونبضه فِي الْأَكْثَر عَظِيم لشدَّة الْحَاجة ولين الْآلَة إِلَّا أَن تضعف الْقُوَّة جدا. وَأما التَّوَاتُر فيشتد ويقل بِحَسب الْحمى وَالْحَاجة وبحسب كِفَايَة الْقُوَّة وَذَلِكَ بالعظم أَو عجزها هنه. وَقد ذكر أبقراط أَنه إِذا حدث بهم خراجات عِنْد الثديين وَمَا يليهما وانفتحت نواصير تخلصوا. وَذَلِكَ مَعْلُوم السَّبَب وَكَذَلِكَ إِذا حدثت خراجات فِي السَّاق كَانَت عَلامَة محمودة. وَإِذا انْتقل فِي النَّادِر إِلَى ذَات الْجنب خف ضيق النَّفس وَحدث وخز. ونفثهم قد يكون أَيْضا على ألوان مثل نفث ذَات الْجنب وَأَكْثَره بلغمي. وَأما ذَات الرئة الَّذِي يكون من جنس الْحمرَة فَيكون فِيهِ ضيق النَّفس. والثقل المحسوس فِي الصَّدْر أقل لَكِن الاتهاب يكون فِي غَايَة الشدَّة. وعلامات انْتِقَاله إِلَى التقيّح قريبَة من عَلَامَات ذَات الْجنب فِي مثله وَهُوَ أَن تكون الْحمى لَا تنقص وَلَا الوجع وَلَا يرى نقص يعتدّ بِهِ بنفث أَو بَوْل غليظ فِي رسوب أَو برَاز فَإِنَّهُ إِن رَأَيْت الْمَرِيض مَعَ هَذِه العلامات سالما قَوِيا

<<  <  ج: ص:  >  >>