للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمزاج لمائيته فَإِنَّهُ ينفذ الْغذَاء وينعش الْقُوَّة ويغني عَن شرب المَاء الْبَارِد الناكي بِبرْدِهِ وَليكن مبلغه أَن لَا يطفو على الْمعدة وَلَا يقرقر وَليكن تغذيته الثَّانِيَة وَقد انهضم الأول تَمام الهضم وَفرق غذاءهم مَا أمكن وَليكن الطَّعَام خَفِيفا لِئَلَّا يلْحق طَعَام طَعَاما مُتَقَدما غير منهضم وَليكن هَذَا تدبيرهم أَيَّامًا فَإِذا انتعشوا يَسِيرا زيد فِي الرياضة والدلك والغذاء فَإِذا قاربوا الصِّحَّة قطعت كشك الشّعير وَاللَّبن وَاجعَل بدل الشّعير يَوْمَيْنِ أَو يَوْمًا حسواً متخذاً من الخندروس وزدهم غذَاء منمياً للقوة وابدأ بالأكارع والأطراف وَلُحُوم الطير الرُّخْصَة. فصل فِي علاج سوء المزاج الْبَارِد الْيَابِس فَإِن كَانَ المزاج بَارِدًا يَابسا فدبّر الْبرد كَمَا تدبّر اليبس. وَلما كَانَ تَدْبيره لَيْسَ إِلَّا بالمسخّنات اجْتنب فِيهَا مَا يزِيد فِي اليبس بتحليله أَو لقبض قوي فِيهِ. والتكميدات كلهَا تضرّه وَلَا تَنْفَعهُ. وَيجب أَن يجْتَنب الإسخان الْقوي السَّرِيع فَإِن ذَلِك يجفف وَيزِيد فِي اليبوسة بل يجب أَن يسخّن قَلِيلا قَلِيلا ويرطب فِيمَا بَين ذَلِك وَيزِيد فِي جَوْهَر الْحَار الغريزي لَا فِي النارية وَمِمَّا يَفْعَله الشَّرَاب الْقَلِيل المزاج واللين أَو مَاء الشّعير الممزوج بِقَلِيل عسل منزوع الرغوة ليكْثر غذاؤه ويقل فضوله فَهُوَ جيد لَهُم وتمريخ الْمعدة بالأدهان العطرة الَّتِي ترطّب مَعَ مَا يسخن مثل دهن السنبل والناردين ودهن المصطكي جيد. وَرُبمَا خلط بهَا دهن البلسان وَرُبمَا اقْتصر على دهن البلسان فَإِنَّهُ نَافِع. والأجود أَن يخلط بهَا قَلِيل شمع ليَكُون ألبث على الْمعدة. وَمِمَّا ينفع مَنْفَعَة قَوِيَّة بِأَن تسحق المصطكي وتخلط بدهن الناردين وتوضع على الْمعدة ويختار من المصطكي أدسمه وَإِن اشْتَدَّ الْبرد لم يكن بُد من طلي الْمعدة بِمثل الزفت يلصق كل يَوْم ينْزع قبل أَن يبرد وَرُبمَا اسْتعْمل ذَلِك فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ يجذب إِلَى الْمعدة دَمًا غاذياً وَيجب أَن تتعرف صُورَة اسْتِعْمَال الزفت مِمَّا قيل فِي بَاب الزفت. وَمِمَّا ينفع مَنْفَعَة عَظِيمَة شَدِيدَة إعتناق صبي لحيم صَحِيح المزاج فَإِنَّهُ يُفِيد الْمعدة حرارة غريزية ويهضم الطَّعَام هضماً شَدِيدا. وَإِن لم يكن صبي فجرو كلب سمين أَو هر ذكر سمين أَو مَا يجْرِي مجْرَاه وَيجب أَن لَا يعرف الصَّبِي المعتنق فتبرد الْعُرُوق ويبرد وَقد يُمكن أَن يطلي بَطْنه بِمَا يمْنَع الْعرق وَيجب أَن لَا يفرط عَلَيْهِ فِي المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ أضرّ شَيْء.

<<  <  ج: ص:  >  >>