للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَو من الْبدن كُله كَمَا يكون فِي الحميات. وَقد يكون لَا لسَبَب سوء المزاج وَحده. بل لورم دموي أَو حمرَة أَو صلابة أَو سرطان أَو ترهّل أَو قرحَة أَو شقّ أَو عفونة تعرض للكبد وَضعف الكبد الْكُلِّي يجمع ضعف جَمِيع قواها وَرُبمَا لم يكن الضعْف كلّياً بل كَانَ بِحَسب قُوَّة من قواه الْأَرْبَع. وَأكْثر مَا تضعف الجاذبة والهاضمة من الْبرد والرطوبة وتضعف الماسكة من الرُّطُوبَة والدافعة من اليبس. العلامات: إِن اللَّوْن من الْأَشْيَاء الَّتِي تدلّ فِي أَكثر الْأَمر على أَحْوَال الكبد فَإِن المكبود فِي أَكثر الْأَمر إِلَى صفرَة وَبَيَاض وَرُبمَا ضرب إِلَى خضرَة وكمودة كَمَا ذكرنَا فِي دَلَائِل الأمزجة. وَمن رَأَيْت لَونه على غَايَة الصِّحَّة بِلَا قلبة بكبده والطبيب المجرب يعرف المكبود والممعود كلا بلونه وَلَا يحْتَاج مَعَه إِلَى دلَالَة أُخْرَى مثلا وَلَيْسَ لذَلِك اللَّوْن اسْم يدل عَلَيْهِ مُنَاسِب خَاص. وَالْبرَاز وَالْبَوْل الشبيهان بِمَاء اللَّحْم يدلان فِي أَكثر الْأَمر على أَن الكبد لَيست تتصرّف فِي توليد الدَّم تصرّفاً قَوِيا فَلَا تميز مادته عَن الكيلوس وَلَا صَفوه عَن المائية. وَهَذَا فِي أَكثر الْأَمر دَلِيل على ضعف الكبد وَهَذَا الِاخْتِلَاف الغسالي فِي آخِره يتنوع إِلَى أَنْوَاع أخر فَيصير فِي الْحَار المزاج صديدياً ثمَّ يصير كالدردي وكالدم المحترق وَيكثر قبله إسهال الصَّفْرَاء الصّرْف وَفِي الْبَارِد المزاج يصير كَالدَّمِ المتعفن ويؤديان جَمِيعًا إِلَى خُرُوج أَشْيَاء مُخْتَلفَة الكيفيات والقوام وخصوصاً فِي الْبَارِدَة وَيكون كَمَا يعرض عِنْد ضعف هضم الْمعدة وَأكْثر من بِهِ ضعف فِي كبده يلْزمه وخصوصاً عِنْد نُفُوذ الْغذَاء وجع ليّن يَمْتَد إِلَى القصيرى. وَأما الأمزجة فيستدلّ عَلَيْهَا من الْأُصُول الْمَذْكُورَة فِي تعرّف سوء مزاج الكبد. والحار يَجْعَل الأخلاط متشيطة والبارد يَجْعَل الأخلاط غَلِيظَة بطيئة الْحَرَكَة. واليابس يَجْعَلهَا قَليلَة غَلِيظَة. وَالرّطب يَجْعَلهَا مائية. وَالَّذِي يكون بِسَبَب المرارة فقد يدلّ عَلَيْهِ اللَّوْن اليرقاني وَرُبمَا كَانَ مَعَه برَاز أَبيض إِذا كَانَت السدّة بَين المرارة والأمعاء. وَأما المعدي فيستدل عَلَيْهِ بالدلائل آفَات الْمعدة وَسُوء الهضم. والمعوي يسْتَدلّ عَلَيْهِ بالمغص والرياح والقراقر وبالقولنج وَمَا يُشبههُ. والكلي المثاني يسْتَدلّ عَلَيْهِ بِتَغَيُّر حَال الْبَوْل عَن الْوَاجِب الطبيعي وتميل السحنة إِلَى سوء الْقنية وَالِاسْتِسْقَاء وَالَّذِي يكون بِسَبَب الْأَعْضَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>