للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فِي ورم الماساريقا يُشَارك فِي علاماته عَلَامَات ورم الكبد لَكِن الْحمى فِي الْحَار مِنْهُ تكون ضَعِيفَة لَيست فِي شدَّة حمى الورم الكبدي وَيكون الثّقل مَعَ تمدد أغور إِلَى الْبَطن والمعدة وَقد يكون فِيهَا التمدد أَكثر من الثّقل فَإِذا لم تَجِد عَلَامَات سدد الكبد وَلَا عَلَامَات أورام الكبد وَوجدت البرَاز كيلوسياً رَقِيقا لَيْسَ لسَبَب ضعف الهضم فِي الْمعدة ودلائله وَكَانَ هُنَاكَ تمدد وَحمى خَفِيفَة فاحكم بِأَن فِي الماساريقا ورماً حاراً. وَأما الورم الصلب فيعسر التَّفْرِيق بَينه وَبَين سدد الماساريقا إِلَّا بحدس بعيد فَإِن خرج شَيْء صديدي بعد أَيَّام فَاعْلَم أَنه عَن ورم. وَهَذَا الصديد يُفَارق الصديد الْكَائِن عَن مثله فِي الكبد بِأَن ذَلِك إِلَى الْحمرَة والدموية وَهَذَا إِلَى القيحية والصفرة. فصل فِي المعالجات وَالْأول علاج الورم الْحَار الدموي أول مَا يجب عَلَيْك أَن تنظر حَال الامتلاء وَحَال الْقُوَّة وَالسّن وَالْوَقْت وَغير ذَلِك مِمَّا تعرفه وتطلب مِنْهَا رخصَة فِي الفصد فتفصد إِن أمكنك من الباسليق وَإِلَّا فَمن الأكحل وَإِلَّا فَمن القيفال. وَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة أخرج مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الدَّم فِي دفْعَة وَاحِدَة وَإِلَّا فرقت وشرحته فِي مَرَّات. وَاعْلَم أَنَّك إِذا لم تفصد وَتركت الْمَادَّة فِي الكبد واستعملت القوابض والرواح أوشك أَن يصلب الورم. وَإِن اسْتعْملت المحللات أوشك أَن يهتج الْأَلَم والورم فافصد أَولا وَلَا تقتصر فِي ذَلِك إِذا لم يكن مَانع قوي وَأخرج دَمًا وافراً وَاعْلَم أَنَّك تحْتَاج فِي ابْتِدَائه إِلَى مَا هُوَ القانون فِي مثله من الردع والتبريد. لَكِن عَلَيْك حِينَئِذٍ بِأَن تتوقى جَانب الصلابة فَمَا أسْرع مَا تجيب إِلَى الصلابة فَلذَلِك يجب أَن يكون مخلوطاً بالملطفات المفتحات والأطلية الْبَارِدَة وَرُبمَا أدّى إفراط اسْتِعْمَالهَا إِلَى التصليب. وَرُبمَا كفاها دُخُول الْحمام وَرُبمَا تفجّرت إِلَى الْكُلية. وَاعْلَم أَن كثيرا من الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا قبض مَا وَبرد وَكَذَلِكَ من الأغذية الَّتِي بِهَذِهِ الصّفة مثل الرُّمَّان والتفاح والكمثري فَإِنَّهَا تضر من جِهَة أُخْرَى وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تضيق المنفذ إِلَى المرارة فَلَا تتحلب الصَّفْرَاء وَيكون ذَلِك زِيَادَة فِي الورم وشراً كثيرا. فالتقبيض مَعَ أَنه لَا بُد مِنْهُ فِي أول الْعلَّة وَفِي آخرهَا أَيْضا عِنْد وجوب التَّحْلِيل لحفظ الْقُوَّة وَتخَاف مِنْهُ خلَّتَانِ التحجير وَحبس الصَّفْرَاء فِي الكبد وَأَنَّك تحْتَاج لذَلِك أَيْضا إِلَى أَن تبادر إِلَى تَدْبِير التَّحْلِيل فِي هَذِه الْعلَّة أَكثر من مبادرتك فِي سَائِر الأورام خوفًا من التحجّر والصلابة ودفعاً لما عَسى يرشح من صديد رَدِيء لَا يَخْلُو عَن ترشحه الأورام الحارة لَكِن التَّحْلِيل والتفتيح رُبمَا أرْخى الْقُوَّة وَقرب الْمَوْت كَمَا حكى جالينوس من حَال طَبِيب كَانَ يعالج أورام

<<  <  ج: ص:  >  >>