وَإِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء الزقي وَاقعا دفْعَة بعد حَصَاة خرجت من غير أَسبَاب ظَاهِرَة فِي الكبد فَاعْلَم أَن أحد المجريين الحالبين من الْكُلية قد انخرق. عَلَامَات اللحمي: يكون مَعَه انتفاخ فِي الْبدن كُله كَمَا يعرض لجسد الْمَيِّت وتميل الْأَعْضَاء صَافِيَة وخصوصاً الْوَجْه إِلَى العبالة لَيْسَ إِلَى الذبول وَإِذا غمزت بالإصبع فِي كل مَوضِع من بدنه انغمر وَلَيْسَ فِي بَطْنه من الانتفاخ والتخضخض أَو الانتفاخ وَخُرُوج السُّرَّة والتطبّل مَا فِي بطن الزقي والطبلي. وَفِي أَكثر الْأَمر يتبعهُ ذرب ولين طبيعة إِلَى الْبيَاض ونبض موجي عريض لين. وَقد قيل أَنه إِذا كَانَ بِوَجْه الْإِنْسَان أَو بدنه أَو يَده الْيُسْرَى رهل وَعرض لَهُ فِي مبدأ هَذَا الْعَارِض حكة فِي أَنفه مَاتَ فِي الْيَوْم الثَّانِي أَو الثَّالِث. عَلَامَات الطبلي: الطبلي تخرج فِيهِ السُّرَّة خُرُوجًا كثيرا وَلَا يكون هُنَاكَ من الثّقل مَا يكون فِي الزقّي بل رُبمَا كَانَ فِيهِ من التمدد مَا لَيْسَ فِي الزقي بل قد يكون كَأَنَّهُ وتر مَمْدُود وَلَا يكون فِيهِ من عبالة الْأَعْضَاء مَا فِي اللحمي بل تَأْخُذ الْأَعْضَاء إِلَى الذبول. وَإِذا ضرب الْبَطن بِالْيَدِ سمع صَوت كصوت الزقّ المنفوخ فِيهِ لَيْسَ الزق المملوء مَاء وَيكون مشتاقاً إِلَى الجشاء دَائِما ويستريح إِلَيْهِ وَإِلَى خُرُوج الرّيح. ونبضه أطول من نبض غَيره من المستسقين وَلَيْسَ بضعيف إِذْ لَيْسَ ينهك الْقُوَّة بكيفية أَو ثقل إنهاك الزقي وَهُوَ فِي الْأَكْثَر سريع متواتر مائل إِلَى الصلابة والتمدد وَلَا يكون فِيهِ من تهيّج الرجلَيْن مَا يكون فِي غَيره. المعالجات علاج سوء الْقنية: ينظر هَل فِي أبدانهم أخلاط مُخْتَلفَة مرارية فيسهلون بِمثل أيارج فيقرا فَإِنَّهُ يخرج الفضول دون الرطوبات الغريزية. وَإِن علم أَن أخلاطهم لزجة غَلِيظَة أسهلوا بأريارج الحنظل وَبِمَا يَقع فِيهِ الصَّبْر والحنظل والبسفايج والغاريقون مَعَ السقمونيا والأوزان فِي ذَلِك على قدر مَا يحدث من رقة الأخلاط وغلظها وَقُوَّة الْبدن وَضَعفه. وَرُبمَا اضطرّ إِلَى مثل الخربق إِن لم ينجح غَيره فِي التنقية وَإِخْرَاج الْفضل اللزج. وَمَعَ هَذَا كُله فَيجب أَن يرفق فِي إسهالهَم ويفرّق عَلَيْهِم السَّقْي وَكلما يخلّ أَن مَادَّة قد اجْتمعت لم يُمكن من الثَّبَات بل عوود الاستفراغ وَمَعَ ذَلِك فَيجب أَن يُرَاعى أَمر معدهم لِئَلَّا تتأذى بالمسهلات وَتجْعَل مسهلاتهم عطرة بِالْعودِ الخام وَنَحْوه. وَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فَلَا تكْثر الْفِكر فِي ذَلِك وأرح بالمبلغ الْكَافِي. وَبِالْجُمْلَةِ يجب أَن يكون التَّدْبِير مَانِعا لتوليد الفضول وَذَلِكَ بالاستفراغات الرقيقة المواترة وليجنبوا الفصد مَا أمكن. فَإِن كَانَ لَا بدّ مِنْهُ للامتلاء من دمّ أقدم عَلَيْهِ بحذر وتفاريق فِي أَيَّام ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute