للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِيمَا سلف وَتعلم أَن الورم فِي الْكُلية الْيُمْنَى أَو الْيُسْرَى بِأَن الِاضْطِجَاع على جَانبهَا أسهل من الِاضْطِجَاع على مقابلها لتعلقها. وَأَيْضًا فَإِن امْتَدَّ الوجع إِلَى نَاحيَة الكبد فالورم فِي الْيُمْنَى وَإِن امْتَدَّ إِلَى نَاحيَة المثانة فالورم فِي الْيُسْرَى وَإِن كَانَت العلامتان جَمِيعًا فالورم فيهمَا جَمِيعًا فَإِذا صَار الورم دبيلة عظم الثّقل جدا وأحسّ فِي الْكُلية كَأَن كرة ثَقيلَة فِي الْبَطن وَحدثت نفخة فِي الْمَوَاضِع الخالية واشتدت الْأَعْرَاض جدا وأحس بوجع شَدِيد فِي الْبَطن. أما الورم اليساري فيحس فَوق الْأُنْثَيَيْنِ ويعظم الوجع فِي عضل الصلب فِي جَمِيع ذَلِك. وَإِذا نضج خفت الْحمى وزادت القشعريرة وَغلظ الْبَوْل وَكثر فِيهِ الرسوب الْحسن. وَإِذا انفجر الورم زَالَت الْحمى والنافض الْبَتَّةَ فَإِن كَانَت الْمدَّة بَيْضَاء ملساء غير مُنْتِنَة وَخرجت بالبول فَهُوَ أَجود مَا يكون وَكَذَلِكَ إِن كَانَ دَمًا وقيحاً أَبيض وَمَا خَالف ذَلِك فَهُوَ أردأ بِحَسب مُخَالفَته. العلاج: أول العلاج قطع السَّبَب بالفصد مَن الباسليق إِن كَانَ الورم غَالِبا وَرُبمَا احْتِيجَ أَن يتبع ذَلِك بالفصد من مأبض الرّكْبَة. فَإِن لم يظْهر ذَلِك الْعرق فَمن الصَّافِن وبالإسهال أيضَاً إِن كَانَ هُنَاكَ مَعَ الورم أخلاط حادة بالحقن اللينة اللعابية مَا أمكن. وَأفضل مَا يسهل بِهِ مَاء الْجُبْن والخيارشنبر. وَفِي مَاء الْجُبْن إمالة للمادة إِلَى الأمعإء وَغسل وجلاء وتبريد وإنضاج وَإِصْلَاح للقروح. وَفِي الخيارشنبر إسهال وإنضاج بِرِفْق. وَمَاء السكر وَالْعَسَل الْكثير المزاج بِهَذِهِ الْمنزلَة. وَإِن أمكن أَن يعدل الْخَلْط ثمَّ يسهل فَهُوَ أفضل. وَيجب أَن لَا يكون الإسهال عنيفاً وقوياً فيعظم الضَّرَر بِسَبَب الْخَلْط الْكثير المنصب إِلَى الأمعاء مجاوراً للكلية. وَمَاء الشّعير مِمَّا يجب أَن يلْزم فِيهِ وَيجب أَن لَا يدر الْبَتَّةَ وَلَا يسقى البزور وبنادقها وخصوصاً وَالْبدن غير نقي فَإِن الأخلاط تنصب حِينَئِذٍ إِلَى الْكُلية حَتَّى إِذا أصبح النضج أدررت. وَلذَلِك مَا يجب أَن يمْنَع شرب المَاء مَا أمكن فِي مثل هَذَا الْوَقْت وَإِن كَانَ من وَجه علاجاً إِلَى أَن ينقي وَإِن كَانَ المَاء مُوَافقا بتبريده وترطيبه للأورام الحارة لَكِن إِذا كَانَ بِحَيْثُ يزعج الإدرار ويزاحم جَوْهَر المنصب إِلَى نَاحيَة الورم جَوْهَر الورم ضرّ بِسَبَب الْحَرَكَة مضرَّة فَوق منفعَته بِسَبَب الكمية مضرَّة فَوق منفعَته بِسَبَب الْكَيْفِيَّة. وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ يستصحب مَعَ نَفسه أخلاطاً إِلَى الْكُلية يسهل انحدارها إِلَيْهَا بمرافقة المَاء. فَإِن كَانَ لَا بُد فَيجب أَن يسقى المَاء العذب الصافي الْبَارِد سقيا بالرشف والمصّ وَيجب أَن لَا يكون من برده بِحَيْثُ يمْنَع النضج ويجتنب اللَّحْم والحلاوة. وَأما المَاء الْحَار فيضرهم. وَكَذَلِكَ كل حَار بِالْفِعْلِ قوي الْحَرَارَة. وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن المَاء الْكثير لَا يَخْلُو من أَن يتعب الْكُلية بحركته ومروره وَلَيْسَ للأورام والقروح مثل السّكُون. والحمامات لَا توافقهم اللَّهُمَّ إِلَّا بعد الانحطاط للأورام الحا رة. وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي الأول من المشروبات وَمن الأطلية والحقن وَغير ذَلِك مَا هُوَ نَافِع ثمَّ يخلط بهَا مِمَّا هُوَ جال ومرخ ومنضج شَيْء بِحَسب عظم الورم وصغره ثمَّ يسْتَعْمل الجوالي والمرخيات وَيجب أَن يخْتَار من الجوالي والمرخيات مَا لَا لذع فِيهِ فَإِن احْتِيجَ إِلَى قوي لَهُ لذع لعظم

<<  <  ج: ص:  >  >>