للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

َ مِنْهُ. وَمِمَّا يخصهم فِي معالجاتهم أَن يستعملوا أدوية الْحَصَاة فِي الزراقة فينتفعون بِهِ نفعا شَدِيدا. وَإِذا عسر الْبَوْل أَو احْتبسَ بِسَبَب حَصَاة المثانة وَلم يكن سَبِيل إِلَى الشق لحائل أَو لجبن فَمن النَّاس من يحتال فَيشق فِيمَا بَين الشرج والخصي شقاً صَغِيرا وَيجْعَل فِيهِ أنبوباً ليخرج بِهِ الْبَوْل فَيدْفَع الْمَوْت وَإِن كَانَ عَيْشًا غير هنيء. واذا لم تنجع الْأَدْوِيَة وَأُرِيد الشقّ فَيجب أَن يخْتَار لشقّه من يعرف تشريح المثانة وَيعرف الْمَوَاضِع الَّتِي تتصل بِهِ من عُنُقهَا أوعية الْمَنِيّ وَيعرف مَوضِع الشريان وَمَوْضِع اللحمي من المثانة ليتوقّى مَا يجب أَن يتوقّاه فَلَا تحدث افة فِي النَّسْل أَو نزفا للدم أَو ناصوراً لم يلتحم وَيجب أَن يكمد المعي والمثانة قبل ذَلِك متسقلاً وَمَعَ هَذَا فالاشتغال فصل فِي التَّدْبِير الَّذِي أَمر بِهِ فِيهِ وَهُوَ أَن يهيأ كرْسِي وَيقْعد عَلَيْهِ العليل ويحضر خَادِم وَيدخل يَده تَحت رُكْبَتَيْهِ ثمَّ يدبر الشق. وَيجب أَن يتَقَدَّم بِحَبْس الْحَصَاة وتحصيلها فِي الْموضع الَّذِي يجب أَن يشقّ وَذَلِكَ بِإِدْخَال الْأصْبع الْوُسْطَى من الرِّجَال والأبكار فِي المقعدة وَمن النِّسَاء المقتضّات فِي فَم الْفرج حَتَّى تصاب الْحَصَاة وتعصر بِالْيَدِ الآخرى من فَوق منحدراً من المراق والسرة حَتَّى تنزل الْحَصَاة إِلَى قرب فَم المثانة وتجتهد حَتَّى تدفع الْحَصَاة دفعا يَزُول عَن الدرز بِقدر شعيرَة. وَإِيَّاك أَن تشق عَن الدرز فَإِنَّهُ رَدِيء. والدرز بِالْحَقِيقَةِ مقتل وَيجب أَن لَا يَقع فِي الدّفع تَقْصِير فَإِنَّهُ يقطع الشقّ حِينَئِذٍ وَاسِعًا لَا يبرأ. فَإِذا دفعت وَرَأَيْت الشق غير نَافِذ فبط إِن لم يؤد عَمَلك هَذَا الْقدر إِلَى ألم شَدِيد والتواء من الْعُنُق وَسُقُوط من الْقُوَّة وَبطلَان من الْحَرَكَة وَالْكَلَام وانكسار من الجفن وَالْعين. فَإِن أدّى إِلَى ذَلِك فَحِينَئِذٍ لَا تبطه فَإنَّك إِن بططته مَاتَ فِي الْحَال ثمَّ شقّ عَنْهَا شقا إِلَى الوراب يَسِيرا مَعَ تقية من أَن تنَال العصب مُجْتَهدا أَن يَقع الشق فِي عنق المثانة فَإِنَّهُ إِن وَقع فِي جرم المثانة لم يلتحم الْبَتَّةَ. واجتهد مَا أمكنك أَن تصغر الشق فان كَانَت الْحَصَاة صَغِيرَة فَرُبمَا انقذفت بالعصر. وَأما الْكَبِيرَة فتحتاج إِلَى شقّ وَاسع وَرُبمَا احْتَاجَت إِلَى مجر تجر بِهِ وَرُبمَا كَانَت الْحَصَاة كَبِيرَة جدا فَلَا يُمكن أَن تشق لَهَا بحجمها فَحِينَئِذٍ يجب أَن تقبض عَلَيْهَا بالكلبتين وتكسر قَلِيلا قَلِيلا وَيُؤْخَذ مَا انْكَسَرَ وَلَا يتْرك مِنْهُ فِي المثانة شَيْء البتّة فَإِنَّهُ إِن ترك عظم وحجم. وَقد يتَّفق كثيرا أَن تظهر الْحَصَاة إِلَى عنق المثانة وَمَا يَلِي الْقَضِيب فَحِينَئِذٍ يجب أَن لَا تزَال تمسح الْعَانَة وتغمز عَلَيْهَا وَيكون مَعَك معِين حَتَّى إِذا نشبت الْحَصَاة فِي مَوضِع شقّ من تحتهَا وآخرجت وَرُبمَا كَانَ الصَّوَاب أَن يشد وَرَاءَهَا إِلَى قُدَّام بخيط حَتَّى لَا ترج. وَإِن نفذت إِلَى قرب رَأس الْقَضِيب لم يجب أَن يعنف عَلَيْهَا بإخراجها مِنْهُ فَإِن ذَلِك رُبمَا أحدث جِرَاحَة وَلَا تندمل بل يجب أَن يسويها ويشد مَا وَرَاءَهَا ويشق من تَحت رَأس الْقَضِيب لتخرج. فَإِذا فعلت بالحصاة جَمِيع مَا قيل من ذَلِك وآخرجتها فَرُبمَا حدث من عصر الْبَطن بِالْقُوَّةِ وَمن وجع الشق ورم وَهُوَ الْأَمر الْمخوف مِنْهُ. وَمِمَّا يدْفع ذَلِك أَن تكون قد حقنت العليل وآخرجت ثفله ثمَّ تسقيه بعد ذَلِك شَيْئا يلين الطبيعة

<<  <  ج: ص:  >  >>