للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْكَائِن بِسَبَب ضعف الكبد فَلَا ينبعث الدَّم وَلَا تميزه أَو لسدد فِيهَا وَفِي الْبدن كُله وَالسمن يحدث السدد بتضييق المسالك تضييقاً عَن مزاحمة والهزال يضيقها تضييقاَ عَن جفاف أَو لقفة الدَّم وَالدَّم يجمد على الرَّحِم بِالْخرُوجِ فَإِذا لم يجد منفذاً عَاد فَإِذا تكَرر ذَلِك انبسط فِي الْبدن وأورث أمراضاً فصل فِي أَعْرَاض ذَلِك قد يعرض لمن احْتبسَ طمثها أمراض مِنْهَا اختناق الرَّحِم لتشمرها وميلها إِلَى جَانب ويعرض لَهُنَّ أَيْضا أورام الرَّحِم الحارة والصلبة وأورام الأحشاء وأمراض فِي الْمعدة من ضعف الهضم وَسُقُوط الشَّهْوَة وفسادها والغثيان والعطش الشَّديد واللذع فِي الْمعدة وَتعرض مِنْهُ أمراض الرَّأْس والعصب من الصرع والفالج وأمراض الصَّدْر من السعال وَسُوء النَّفس وَكثير من أمراض الكبد من الاسْتِسْقَاء. وَغَيره وتتغير مِنْهُ السمنة وتقل الشَّهْوَة ويعرض لَهُنَّ أَيْضا عسر الْبَوْل وخصوصا الْحصْر واوجاع الْقطن والعنق وَثقل الْبدن وتهزل وتكرب وتصيبها قشعريرات وحميات محرقة وَرُبمَا عسر الْكَلَام لجفاف عضل اللِّسَان من البخار الْحَار وَرُبمَا كَانَ الثّقل لسَبَب وجع الرَّأْس. ويعرض لَهَا قلق وكرب لأوجاع العفن والبخار الْحَار. وَرُبمَا تورم جَمِيع بدنهَا وبطنها أَيْضا لتحلب الورم الصديدي من الدَّم إِلَيْهِ وَرُبمَا عرض لَهَا فِي مزاجها عِنْد احتباس طمثها إِذا كَانَت قَوِيَّة الْخلقَة فتقدّر قوتها على اسْتِعْمَال الْفضل المحتبس أَن تتشبه بِالرِّجَالِ وَيكثر شعرهَا وينبت لَهَا كاللحية ويخشن صَوتهَا ويغلظ ثمَّ تَمُوت. وَرُبمَا صَارَت قبل الْمَوْت إِلَى حَال لَا يُمكن مَعَ ذَلِك أَن يدرّ طمثها. وَأكْثر هَؤُلَاءِ من اللَّاتِي يلدن كثيرا فَإِذا لم يجامعن وَغَابَ عَنْهُن أَزوَاجهنَّ أَو احْتبسَ طمثهن وَزَالَ عَنْهُن الْحصْر الَّذِي يُوجِبهُ الاستفراغ من الدَّم وَأخذ الْحَبل وَأخذ الْجِمَاع يعرض لَهُنَّ أَن يصير بولهن أسود فِيهِ شوب صديدي كَمَاء اللَّحْم وَرُبمَا بلن دَمًا. العلامات: مَا يتَعَلَّق بالبرد فعلامته ثقل النّوم والتخثر فِيهِ وَبَيَاض لون الْجَسَد وخضرة الأوراد وتفاوت النفض وَبرد الْعرق وَكَثْرَة الْبَوْل وبلغمية البرَاز. وَمَا يتَعَلَّق بالحرارة دلّ عَلَيْهِ الالتهاب وجفاف الرَّحِم وَسَائِر عَلَامَات حرارته الْمَعْلُومَة فِيمَا سلف. وَمَا يتَعَلَّق باليبس دلّ عَلَيْهِ عَلَامَات اليبس فِيهَا المعلومات فِيمَا سلف ويؤكده هزال الْبدن وخلاء المروق. وَأما الورم والرتق وَغير ذَلِك فَهِيَ مَعْلُومَات العلامات مِمَّا قد علمت إِلَى هَذَا الْموضع وَلَا حَاجَة بِنَا أَن نكرر ذَلِك المعالجات: أما الْمُتَعَلّق بالتسخين والتبريد وتوليد الدَّم وترطيب الْبدن وعلاج الأورام وعلاج الرتق وَنَحْو ذَلِك فَهُوَ مَعْلُوم من الْأُصُول المتكررة. والكائن عَن الرتق الَّذِي لَا يعالج

<<  <  ج: ص:  >  >>