عَلَامَات الامتلاء. وَفِي الْأَبدَان الْكَثِيرَة الدَّم والمولّدة لَهُ أَو غَلِيظَة الأخلاط لزجتها وَيفرق بَينهَا أما إِن كَانَت السدد فِيهِ بِسَبَب غلظ الأخلاط ولزوجتها دلّت عَلَيْهِ العلامات الْمَعْلُومَة لَهما وَلم يكن هُنَاكَ انتفاخ من الْبدن وتمدد وَحُمرَة وَبِالْجُمْلَةِ عَلَامَات الْكَثْرَة وَمَا كَانَ السَّبَب فِيهِ الامتلاء كَانَت عَلَامَات الامتلاء من حمرَة الْوَجْه ودرور الْعُرُوق والانتفاخ والتمدد وَغير ذَلِك ظَاهِرَة فِي الْبدن وَإِن أفرطت السدد كَانَ النبض صَغِيرا وَإِن لم يفرط لم يجب أَن يصغر النبض. العلاج: إِن كَانَ السَّبَب كَثْرَة الأخلاط والامتلاء فَيجب أَن تبادر إِلَى الفصد والاستفراغ وَإِن لم يفصد وَلم يحم بعد فَهُوَ خير وَإِذا حم فالتوقف أوفق إِلَّا أَن تكون ضَرُورَة فَإِن الفصد قد يجْرِي الأخلاط ويخلط بَينهَا فَإِن لم يكن بُد فَلَا يجب أَن تُؤخر الفصد والاستفراغ ثمَّ يشْتَغل بِمَا يفتح السدد وينقي المجاري وَلَا تبادر قبل الاستفراغ إِلَى التفتيح وتنقية المجاري فَإِن ذَلِك رُبمَا صَار سَببا لانجذاب الأخلاط دفْعَة إِلَى بعض المجاري واللجوج. فِيهَا وَذَلِكَ مِمَّا فِيهِ أخطار كَثِيرَة وَرُبمَا زَادَت فِي السدد إِن كَانَت غَلِيظَة وخاصة إِن كَانَت المنافذ فِي خلقتها ضيقَة. على أنَ الفصد أَيْضا والاستفراغ قد يُخرج الفضول الدخانية الفاعلة وباحتقانها هَذِه الحمّى وَإِن لم تحس بِكَثْرَة الأخلاط بل أحسست بالسدد وَأَنَّهَا حَادِثَة عَن غلظها ولزوجتها فَرُبمَا لم تحتج إِلَى فضل. فصد واستفراغ بل احتجت إِلَى التفتيح. والتفتيح هُوَ بالجوالي من الأغذية والأدوية وَلما كَانَت الْعلَّة حمى فَلَيْسَ يُمكن أَن يرجع فِي التفتيح إِلَى الجوالي الحارة بل مَا بَين السكنجبين الساذج إِلَى السكنجبين الْبزورِي وَمن مَاء الهندبا إِلَى مَاء الرازيانج والغذاء مِمَّا فِيهِ غسل وَلَيْسَ فِيهِ لزوجة مثل: كشك الشّعير وَالسكر مَعَ أَنه قريب من الْغذَاء فَفِيهِ تفتيح وجلاء فَلَا بَأْس بِأَن يخلط بكشك الشّعير. ثمَّ يجب أَن تنظر إِذا استفرغت إِن وَجب استفراغه وَفتحت بِمثل مَا ذَكرْنَاهُ هَل نقصت الْحمى ووهنت وَهل إِن كَانَت قد تنوب ضعفت نوبتها الثَّانِيَة عَن الأولى وَنظرت إِلَى الْبَوْل فَوَجَدته لَيْسَ عديم النضج وَفِي النبض فَوَجَدته لَا يدلّ على عفونة استمررت على هَذَا التَّدْبِير وأدخلت العليل فِي الْيَوْم الثَّالِث بعد النّوبَة فِي الحمّام وَقت تراخي النّوبَة المنتظرة إِن كَانَت إِلَى خمس سَاعَات ومرخته ودلكته بأَشْيَاء فِيهَا جلاء معتدل مثل مَا بَين دَقِيق الباقلا إِلَى دَقِيق الكرسنة ودقيق أصل السوسن والزراوند المعجون بِشَيْء من الْعَسَل وَالْمَاء.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute