للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طَبِيعَته منطلقة فَإِن كَانَت طَبِيعَته غير منطلقة فبالحري أَن يطلقهَا وَإِن كَانَ شَيْء من الطَّعَام والثقل بَاقِيا فِي الْمعدة فَيجب أَن يقيئه ثمَّ يُطلقهُ وَينظر أَيْن يجد الثّقل فَيعرف هَل الأصوب استفراغها بالحقن والحمولات أَو بأَشْيَاء تشرب من فَوق ليسهل أَو ليحط أَو ليهضم وَيدل على الصَّوَاب من جَمِيع ذَلِك حَال الجشاء فَرُبمَا احتجت إِن كَانَ الطَّعَام وَاقِفًا من فَوق ويتعذر الْقَيْء أَن لَا يلْتَفت إِلَى الْحمى وَيسْتَعْمل الفلافلي ليحدر ويحط مَعَ الهضم أَو يسْتَعْمل مَا هُوَ أَضْعَف مِنْهُ وَيسْتَعْمل النطولات والأضمدة الهاضمة الْمَعْرُوفَة فِي بَاب الهضم والمطلقة الْمَعْرُوفَة فِي بَاب الْإِطْلَاق. فَإِذا انحدر فإمَّا أَن يخرج بِنَفسِهِ وَإِمَّا أَن يعان بحمول ويجاع عَلَيْهِ حَتَّى لَا يبْقى شبهه فِي بطلَان التُّخمَة ثمَّ يتَنَاوَل الْغذَاء الْخَفِيف السَّرِيع الهضم الْجيد الكيموس والفزع إِلَى النّوم والجوع مِمَّا يَكْفِي الْمُؤْنَة فِي الْخَفِيف من الامتلائي. فَإِن كَانَت الطبيعة منطلقة نظرت هَل الشَّيْء الَّذِي يستفرغ هُوَ الشَّيْء الَّذِي فسد فَإِن كَانَ ذَلِك فَلَا يحبس حَتَّى يستفرغه عَن آخِره وانتظر انحطاط النّوبَة وَأدْخلهُ حِينَئِذٍ الحمّام وغذه إِلَّا أَن يكون هُنَاكَ إفراط يجحف بِالْقُوَّةِ فَلَا تدخله الْحمام بل غذه وقو معدته بالأشياء الَّتِي تعلمهَا ورسم لَك بَعْضهَا فِي بَاب الإسهالية. وَمن ذَلِك صوف مغموس فِي زَيْت فِيهِ قُوَّة الافسنتين أَو فِي دهن ناردين بعد أَن يكون قد عصر وفارَقهُ جلّ الدّهن وَإِن دَامَ الانطلاق وَوجدت مَا يخرج من غير جنس مَا فسد اسْتعْملت دهن السفرجل الفاتر الطري على هَذِه الصّفة ودهن المصطكي وَلَيْسَ أَيْضا فِي دهن الناردين مضادة لَهُ وَرُبمَا استعملناها قيروطيات وخصوصاً إِذا لم يحْتَمل الْحَال شدها على بطونهم. وَرُبمَا احتجنا إِلَى أضمدة أقوى من هَذَا عَن الأضمدة الْمَذْكُورَة فِي الهيضة وتسقيه مياه الْفَوَاكِه إِن نشط لَهَا وتغذوه بِمَا يخفّ غذاؤه ويسهل هضمه كخصي الديوك والسمك الرضراضي وَيقدم عَلَيْهِ شَيْء من الْفَوَاكِه والعصارات والربوب القابضة. وَإِن انْقَطَعت شَهْوَته حركتها بِمَا علمت وخصوصاً بالسفرجليات وَإِذا فرغت لم يكن بَأْس بِأَن يسْتَعْمل عَلَيْهِ جوارشناً قَوِيا مِمَّا يهضم وَيُقَوِّي الْمعدة وَيفتح السدد وَذَلِكَ بعد زَوَال الْحمى والأعراض والفصد سَبيله أَن لَا يسْتَعْمل فِيهِ حَتَّى ينحط فيستعمل وَأولى مَا يسقاه مَاء الشّعير والغذاء مثل حصرميّة بقرع ولوز قَلِيل ويبرد مضجعه ومشمومه وأقراص الكافور لَا يَجْعَل فِيهَا ريوند فيضلك تسويده اللِّسَان فتظن أَن السوَاد عَن حرارة فِي عروق اللِّسَان كَمَا يكون فِي أَصْحَاب البرسام والأمراض الحادّة. فصل فِي حمّى يَوْم ورمية الحميات التابعة للأورام الْبَاطِنَة تكون عفونية وَرُبمَا صحبها دِق وَلَيْسَت من عدد حميات الْيَوْم وَأما الأورام الظَّاهِرَة كالدماميل والخراجات الَّتِي تقع فِي الْأَعْضَاء الغددية وَفِي اللحوم الَّتِي تسمى رخوة مثل الَّتِي تقع فِي الأربية عَن فضول الكبد والإبط عَن فضول الْقلب وَتَحْت الْأذن عَن فضول الدِّمَاغ فَإِنَّهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>