وَمَا كَانَ من هَذِه الأورام لينًا متطامناً تَحت الْيَد فَإِنَّهُ أقل غائلة من الصلب الحاد إِلَّا أَنه أَبْطَأَ لِأَنَّهُ أبرد وَإِنَّمَا تقل غائلته لِأَنَّهُ لَا يَصْحَبهُ وجع شَدِيد وأمثال هَذَا إِن بقيت مَعهَا الحمّى وَلم تتحلل تجمع بعد سِتِّينَ وَالَّتِي دونهَا مَا بَين سِتِّينَ وَعشْرين. وأقلّ الخراجات غائلة أَن يكون الْعُضْو الممال إِلَيْهِ سافلاً وَأَن يكون مَعَ كَونه سافلاً خسيساً وَاسع الْمَكَان يسع جَمِيع الْمَادَّة فَإِنَّهُ إِن لم يَسعهَا عرض من رُجُوعهَا ثَانِيًا إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِي كَانَت تفْسد فِيهَا مَا يعرض لَهَا إِذا ردعها الطَّبِيب الْجَاهِل بالتبريد فانكفت إِلَى حَيْثُ أَتَت مِنْهُ وَقد ازدادت شرا بِمَا جرى عَلَيْهَا من العفن والتردد وَقتلت. وَشر الخراجات البحرانية مَا يكون إِلَى دَاخل وَفِي دَاخل لَكِن أولى الْمَوَاضِع بالخراج مَا كَانَ ضَعِيفا وَبِه مرض مزمن وخصوصاً فِي الأسافل وَالَّذِي يخْتَص بِكَثْرَة سيلان الْعرق مِنْهُ وَأفضل الخراجات وأبعدها من أَن يتبعهَا نكس مَا انْفَتح كَمَا الَّتِي تغيّب مِنْهَا أدلها على النكس. فصل فِي عَلَامَات وُقُوع التشنج الصّبيان إِذا كثر بهم التَفزع فِي النّوم وانعقلت طبيعتهم وَكثر بكاؤهم وحالت ألوانهم إِلَى حمرَة وخضرة وكمودة فتوقع التشنج وَذَلِكَ إِلَى تسع سِنِين وَكلما صغروا. كَانَ ذَلِك أَكثر. وَأما الشبَّان فَإِذا احولت أَعينهم فِي الْحمى الحادة وَكثر طرفهم واعوجت أَعْنَاقهم ووجوههم وَكثر تصريف الْأَسْنَان مِنْهُم فاحكم بِوُقُوع التشنج وَكَثِيرًا مَا تطول أوجاع الرقد والثقل فِي الرَّأْس فصل فِي عَلَامَات وُقُوع النافض إِذا رَأَيْت فِي الحمّى الحادة عَلَامَات السَّلامَة وعلامات بحران جيد وَقل الْبَوْل فَاعْلَم أنّه سيحدث نافض يَقع بِهِ البحران إِلَّا أَن يَأْتِيك اخْتِلَاف بطن مجاور الِاعْتِدَال. وَأما المعتدل فَلَا يرد النافض المتوقع وَكَثِيرًا مَا يتلوه عرق فَإِن النافض فِي الْأَمْرَاض الحادة المحرقة مُقَدّمَة الْعرق. فصل فِي العلامات الدَّالَّة على البحران الجيّد اعْلَم أَن أَجود عَلَامَات البحران الْفَاضِل هُوَ أَن يكون النضج قد تمّ ثمّ أَن يكون فِي يَوْم من أَيَّام البحران الْمَحْمُود الَّتِي سنذكرها وَقد أنذر بِهِ يَوْم يُنَاسِبه من أَيَّام الْإِنْذَار وَكَانَ باستفراغ لَا بانتقال وَلَا بخراج وَكَانَ استفراغه من الْخَلْط الْفَاعِل للمرض وَفِي الْجِهَة الْمُنَاسبَة وَقد احْتمل بسهولة وَقد توثق بجودة البحران طبيعة الْمَرَض فِي نَوعه كالغب والمحرقة إِذا وجد بحراناً مناسباً وَفِي أَحْوَاله كَالَّتِي يجْرِي فِيهَا أَمر الْقُوَّة والنبض على مَا يَنْبَغِي وَحَال القوّة وَحَال النبض فِي أَوْقَات العلامات
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute