للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعِظَام والجبر. وَأما ملحمات قروحه فالخارج مِنْهَا يَكْفِيهِ أدنى دَوَاء مجفف خَفِيف ليذرّ عَلَيْهِ من الدَّوَاء الرأسي وَهُوَ متخذ من الصَّبْر والمر والكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وَكَذَلِكَ الْأَدْوِيَة الْخَفِيفَة من الْمَذْكُورَة فِي الْجراح فَإِن كَانَ هُنَاكَ سيلان دم فيعالج بِمَا ذَكرْنَاهُ فِي بَاب نزف الدَّم وَيجب أَن يطعم صَاحبه أدمغة الدَّجَاج مشوية مَا أمكن فَإِنَّهُ على مَا شهد بِهِ قوم مقو للدماغ وحابس للنزف وَإِن كَانَ فِيهِ رَأْي آخر. وَكَذَلِكَ مَاء الرُّمَّان المر ويضمد بعصا الرَّاعِي. وَمن الْأَدْوِيَة الجيدة للجراحة وللدم أَن يُؤْخَذ الخمير المحمض الْيَابِس ويسحق ويذز عَلَيْهِ وَلَا يرطب. وَأما مَا يمْنَع الورم فالتضميد بدقيق الشّعير والسميد معجوناً بزوفا رطب وَكَذَلِكَ سويق الشّعير مَعَ الفوتنج ينفع من رضّته وَسَائِر التَّدْبِير يُؤْخَذ من بَاب الْعِظَام. الْمقَالة الثَّانِيَة السحج والرض والفَسْخ والوثي والسقطة والصدمة والحزق ونزف الدَّم وَنَحْو ذَلِك. فصل فِي التقدمة قد علمت فِي الْكتاب الأول مَا معنى الْفَسْخ والهتك وَأما الوثي فَهُوَ أَن يكون قد زَالَ الْعُضْو عَن مفصله زوالاً غير تَامّ وَلَا ظَاهر بَين فَيكون خلعاً والوهن دون الوثي وَكَأَنَّهُ أَذَى من تمدد يلْحق الرباطات فِي الْمفصل وَمَا يُحِيط بِهِ من اللَّحْم لَو كَانَ مَعَه أدنى زَوَال كَانَ وثياً. وَمن النَّاس من يُسَمِّي الوهن وَالْمعْنَى الَّذِي سميناه وثياً باسم عَام وَمن النَّاس من يُسَمِّي بالوثي الِانْفِصَال من أحد جَانِبي الْمفصل مثل أحد جَانِبي الكعب والرسغ مَعَ لُزُوم الْجَانِب الآخر وَإِن كَانَ انفصالاً ظَاهرا وَالَّذِي نُرِيد أَن نقدمه ونتكلم فِيهِ أَولا هُوَ الْفَسْخ الَّذِي يعرض للعضل فِي أوساطها والهتك فِي أطرافها. . فصل فِي الْفَسْخ والهتك إِذا عرض للعضلة أَن تفسخت عرض من ذَلِك بَين أَجْزَائِهَا عدد من تفرق الِاتِّصَال كثير ينصبّ إِلَيْهِ لَا محَالة دم كثير لَا محَالة أَن ذَلِك تورّم وأقلّ أَحْوَاله أَن يجْتَمع فِيهِ دم فيعفن لِأَنَّهَا أَكثر مِمَّا يُرْجَى. تحلّله من المنافس وخصوصاً عَن منافس ضَاقَتْ بالضغط الْوَاقِع من الفاسخ خازجاً وبالضغط الْوَاقِع من الورم دَاخِلا وَلذَلِك إِن لم يتدارك الْأَمر فِيهِ تأدى إِلَى فَسَاد الْعُضْو وَرُبمَا تبع الْفَسْخ والسقطة والصدمة غُدَّة فَيجب أَن تبادر إِلَيّ علاجها لِئَلَّا يتسرطن وَلَا يجب أَن تشتغل فِي الهتك بِإِعَادَة اتِّصَال الليف الْمُنْقَطع بل بتسكين الوجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>