للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي العظمي والرباطي رُبمَا لم يعظم ورطوبة مَا يُفْضِي إِلَى الْعظم أرق وأميل إِلَى الصُّفْرَة والمفضي إِلَى الوريد والشريان وَكَثِيرًا مَا يخرج عَنهُ مثل الدردي وَفِي بعض الأحيان يخرج مِنْهُ إِن كَانَ منتهياً إِلَى الوريد دم كثير نقي أَو إِلَى الشريان دم أشقر مَعَ نزف ونزو. والمفضي إِلَى اللَّحْم تسيل مِنْهُ رُطُوبَة لزجة غَلِيظَة كدرة فجّة. وَكَثِيرًا مَا يكون للناصور الْوَاحِد أَفْوَاه كَثِيرَة يشكل أمرهَا فَلَا يعرف هَل الناصور وَاحِد أَو كثير فينصبّ فِي بعض الأفواه رُطُوبَة ذَات صبغ فَإِن كَانَ الناصور وَاحِد أخرج من الأفواه الْأُخْرَى. والقروح تَنْقَسِم صنوفاً من الْأَقْسَام فَيُقَال أَن من القروح مَا هُوَ مؤلم وَمِنْهَا مَا هُوَ عادم للألم وَمِنْهَا متورم وَمِنْهَا عادم للورم وَمِنْهَا نقي وَمِنْهَا غير نقي وَغير النقي إِمَّا لثق أَي فِيهِ خلط كثير ورطوبة غزيرة وَإِن لم تكن رَدِيئَة وَمِنْهَا وسخ وَمِنْهَا صدىء. وَمن القروح متعفن وأضر الْأَشْيَاء بِهِ الْجنُوب ورطوبة الْهَوَاء مَعَ حرارته وَمِنْهَا متآكل وَمِنْهَا ساع وَمِنْهَا رهل إِمَّا بَارِد وَإِمَّا حَار والرهلة من القروح مُوجبَة لإِسْقَاط الشّعْر عَمَّا يَليهَا. وَقد تكون من القروح رشاحة يرشح مِنْهَا صديد أصفر حَار وَرُبمَا سَالَ مِنْهَا مَاء حارٍ محرق لما حولهَا وَهُوَ رَدِيء مهلك وَمِنْهَا عسرة الِانْدِمَال والمتعفن غير المتآكل وَإِن كَانَا جَمِيعًا ساعيين وَرُبمَا كَانَ أكال يَأْكُل مَا يتَّصل بِهِ بحدته من غير عفونة وَلَا حمى الْبَتَّةَ لَكِن السَّاعِي العفن تكْثر مَعَه الْحمى أَو لَا تُفَارِقهُ. وجالينوس يُسَمِّي أَمْثَال النَّار الفارسية والنملة الساعية قروحاً متآكلة ويعد القرحة المتعفنة مركبة من قرحَة وَمن مرض عفن وَلكُل وَاحِد مِنْهَا حَال. والقروح الصلبة الآخذة نَحْو الإخضرار والاسوداد رَدِيئَة والقروح الْبَارِدَة رهلة بيض وتستريح إِلَى الْأَدْوِيَة المسخنة والحارة إِلَى حمرَة وتستريح إِلَى الْبرد. والقروح الرَّديئَة إِذا صحبها لون من الْبدن رَدِيء كأبيض رصاصي أَو أصفر فَذَلِك دليك على فَسَاد مزاج الكبد وَفَسَاد الدَّم الَّذِي يَجِيء إِلَى القرحة فيعسر الِانْدِمَال. والقروح الَّتِي أرْضهَا حارة وَمَعَهَا حكة ففضلها حريف وَالَّتِي أُصُولهَا عريضة بيض قَليلَة الحكة فمزاجها بَارِد. والقروح المتولدة عقيب الْأَمْرَاض رَدِيئَة لِأَن الطبيعة تدفع إِلَيْهَا بَاقِي فَسَاد الفضلات والقروح الناثرة للشعر عَمَّا يَليهَا رَدِيئَة. وَقيل فِي كتاب عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع إِذا كَانَ بالإنسان أورام وقروح لينَة فَذهب عقله مَاتَ. والقروح الخبيثة قد يكون سَببهَا جِرَاحَة تصادف فضولاً خبيثة من الْبدن أَو تدبيراً مُفْسِدا وَقد تكون تَابِعَة لبثور رَدِيئَة فَيكون عَنْهَا تسرعها إِلَى التقرح بعد التبثر. وَيدل على خبث القرحة تعفنها وسيها وإفسادها مَا حولهَا وعسر برئها فِي نَفسهَا مَعَ صَوَاب العلاج لَهَا. وَأفضل الدَّلَائِل الدَّالَّة على سَلامَة القروح والجراحات فِي عواقبها الْمدَّة كَانَ بدواء مفتّح أَو من فعل الطبيعة فَإِن ذَلِك فعل الطبيعة على المجرى الطبيعي وَلنْ تتولد الْمدَّة إِلَّا عَن نضج طيعي وَلَا يصحبها مَكْرُوه من أَعْرَاض القروح الرَّديئَة وخصوصاً الْمدَّة المحمودة الْبَيْضَاء الملساء المستوية الَّتِي نَالَتْ تَمام النضج وَلَا يصحبها نَتن وَلَا عفونة فِيهَا وَرُبمَا لم تخل عَن نَتن قَلِيل فَإِن الْمدَّة تحدث بتعاون من حرارة غريزية وَأُخْرَى غَرِيبَة وَقد قُلْنَا فِي الْمدَّة فِي مَوضِع آخر. وَأما القرحة الَّتِي تحدث للتشنج والقرحة المتعفنة والسرطانية والخيرونية والمتآكلة وَمَا يجْرِي مجْراهَا فَلَا تتولّد مِنْهَا مُدَّة بل إِذا

<<  <  ج: ص:  >  >>