للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقتل. وَإِن أمْهل فَلم يضغط النخاع ضغطاً شَدِيدا أَو ضغط فَلم يرم أَو سكن مَا بِهِ من ورم لم يكن بُد من آفَة تدخل النخاع والعصب الَّتِي تَحت ذَلِك الْموضع فَيجْعَل الفضول تخرج بِغَيْر إِرَادَة وَإِن كَانَ إِلَى خلف فَيكون ضَرَره بالنخاع أقلّ وَلَكِن لَا بدّ من ضَرَر أَيْضا وَمن إضعاف العصب الَّتِي تَحْتَهُ فتضعف الرجل ويضعف عضل المثانة والمقعدة وَيحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة وَدفع شَدِيد وصكة هائلة يكَاد تكسر سناسنه حَتَّى يعود إِلَى مَوْضِعه وَقبل أَن يعود إِلَى مَوْضِعه يكون قد انْكَسَرَ بذلك سناسنه وَقد ينخلع إِلَى الْجَانِبَيْنِ وَهَذَا بَاب قد تكملنا فِي أقسامه حَيْثُ تكملنا فِي الحدب فليستوف من هُنَاكَ وعلامة ذَلِك أَن يرى هُنَاكَ إِمَّا نتوء وَإِمَّا تقصّع كَأَنَّمَا انْكَسَرت السنسنة ولييس فِي انكسارها كَبِير بَأْس وَفِي انخلاع الفقار خوف الْهَلَاك. فصل فِي العلاج أما الَّذِي إِلَى قدّام من الظّهْر فالرجاء فِيهِ قَلِيل قَلما يفلح فِي علاجه وَأما الَّذِي إِلَى خلف فَيحْتَاج أَن يضغط بالركبتين وَالْقُوَّة كَفعل الحمَامي وَيحمل عَلَيْهِ بِقُوَّة أَو ينومه على بَطْنه وَيقوم عَلَيْهِ بعقبه أَو يدعكه بالجوبق بِقُوَّة دعك الخباز الفرزدقة فَإِن كَانَ الْأَمر أشدّ من ذَلِك وَكَانَ حَدِيثا قَالَ بقراط: يَنْبَغِي أَن تتَّخذ خَشَبَة طولهَا وعرضها قيد مَا يسع العليل أَو يتَّخذ دكان على هَذَا الْقَمَر قَرِيبا من حَائِط مَمْدُود إِلَى جَانب الْحَائِط بَالطول وَلَا يكون بعده من الْحَائِط أَكثر من قدم ويلقى عَلَيْهِ فرَاش وطيء لجسد العليل ثمَّ يحمم العليل ويبسط على الْخَشَبَة أَو على الدّكان على وَجهه ثمَّ يلف على صدر العليل قماط مرَّتَيْنِ وَيخرج أَطْرَافه من تَحت الإبطين ويربط فِيمَا بَين كَتفيهِ ويربط أَطْرَاف القماط إِلَى خَشَبَة مستطيلة شَبيهَة بدستجة الهاون وتقام هَذِه الْخَشَبَة على الأَرْض قَائِما عِنْد طرف الْخَشَبَة الْمَوْضُوعَة أَو الدّكان وتدفع إِلَى خَادِم وَاقِف عِنْد رَأس العليل ليضبطها لكيما يكون الطّرف السفلي مُسْتَندا إِلَى شَيْء ويمد الفوقاني الَّذِي عِنْد الرَّأْس فِي الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك الْمَدّ وتربط أَيْضا الرّجلَانِ جَمِيعًا بقماط آخر فَوق الركب وَفَوق الْكَتِفَيْنِ وَأَيْضًا ترْبط الْمَوَاضِع الَّتِي هِيَ أرفع من الْموضع الَّذِي تَجْتَمِع فِيهِ الفخذان برباط آخر وَتجمع أَطْرَاف هَذِه الرباطات وتربط إِلَى خَشَبَة أُخْرَى تشبه الدستج مثل الْخَشَبَة الَّتِي تقدّم ذكرهَا وتقيمها عِنْد طرف الْخَشَبَة الْمَوْضُوعَة الَّتِي تلِي رجل العليل مثل مَا أَقَمْنَا الْخَشَبَة الأولى ثمَّ تَأمر الأعوان أَن يمدّوا بِهَذِهِ الْخَشَبَة من أَعلَى الْخلاف. وَمن النَّاس من اسْتعْمل لهَذَا الْمَدّ آلَات وَهِي سِهَام على خَشَبَة قَائِمَة عِنْد طرفِي هَذِه الْخَشَبَة الْعَظِيمَة أَو الدّكان أَعنِي الطَّرفَيْنِ اللَّذين يليان الرَّأْس وَالرّجلَيْنِ فَإِذا دارت هَذِه السِّهَام تلتف بهَا الرباطات الَّتِي تمد وَيَنْبَغِي إِذا صَار المدّ هَكَذَا أَن ندفع نَحن الحدبة بِأَصْل الْكَفَّيْنِ وَإِن احتجنا إِلَى الْجُلُوس عَلَيْهَا فعلنَا ذَلِك وَلم نتخوف شَيْئا. فَإِن لم يستو الفقار بِهَذِهِ الْأَشْيَاء وَكَانَ العليل مُحْتملا للضغط فَيَنْبَغِي أَن تحتفر حُفْرَة فِي الْحَائِط الَّذِي بِالْقربِ بالطول شَبِيها بميزاب قبالة الحدبة بِقدر مَا يكون طول الحفرة قدر ذِرَاع وَلَا يكون أرفع من فقار العليل وَلَا أَسْفَل مِنْهَا كثيرا بل يَنْبَغِي أَن تكون الحفرة قد عملت أَولا وَإِنَّمَا لهَذِهِ الْعلَّة قُلْنَا فِي الِابْتِدَاء أَن تكون الْخَشَبَة مَوْضُوعَة قَرِيبا من الْحَائِط ثمَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>