الْأَبْيَض وَالْفرق بَين البهقين هُوَ أَن أَحدهمَا بِسَبَب مَادَّة سوداوية وَالْآخر عَن بلغمية خامة. وَأما الشَّيْء الَّذِي يُسمى البرص الْأسود فَلَيْسَتْ نسبته إِلَى البرص الْأَبْيَض نِسْبَة البهق الْأسود إِلَى البهق الْأَبْيَض بل هُوَ جنس مُخَالف فِي الْمَعْنى للبرص الْأَبْيَض وَذَلِكَ لِأَن البرص الْأسود هُوَ الْمُسَمّى القوباء المتقشر وَهُوَ تخزف يعرض للجلد مَعَ خشونة شَدِيدَة وتفليس كَمَا يكون للسمك مَعَ حكة وَهُوَ لخلط سوداوي يشربه الْجلد مِمَّا يَلِيهِ تشرباً أقوى من أَن يُؤثر فِي اللَّوْن وَحده وَهُوَ من مُقَدمَات الجذام وَهُوَ مَعَ رداءته وَمَعَ أَن المزمن مِنْهُ لَا يبرأ. وَكَذَلِكَ المزمن من البهق فَإِنَّهُ أسلم من البرص الْأَبْيَض وَسبب جَمِيع هَذَا مَعْلُوم. وَاعْلَم أَن البرص قد يتبع المحاجم وَيظْهر على آثارها وَيكثر عَلَيْهَا لما ينجذب من الدَّم من الرُّطُوبَة فَلَا يصحبها عِنْد مص الْحجام وَيبقى فِي الْجلد وَلما يضعف الْجلد الْمَجْرُوح عَن إِكْمَال أَفعاله. فصل فِي العلامات أما البهق الْأسود فَلَا يشكل أمره وَأما الْمُشكل فَهُوَ الْفرق بَين الوضح الَّذِي هُوَ البهق الْأَبْيَض وَبَين البرص الرَّدِيء وَمن الْفرق بَينهمَا أَن الشّعْر ينْبت على الْوَضع بلون الشّعْر أسود أَو أشقر وينبت على البرص أَبيض لَا غير وَيكون الْجلد فِيهِ أنزل وَأَشد تطامناَ من جلد سَائِر الْبدن وَرُبمَا كَانَ ذَلِك للوضح إِلَّا أَنه قَلِيل جدا وأيضأ فَإِن الغرز بالإبر يخرج من الوضح دَمًا وَمن البرص غير دم بل رُطُوبَة مائية وَهَذَا لَا يبرأ. وَأَيْضًا فَإِن مَا يتحمر بالدلك فَهُوَ إِلَى الرَّجَاء وَأولى أَن يكون بهقاً وَمَا لم يتحمر بِهِ فَهُوَ رَدِيء. وَأما الْفرق بَين البهق الْأسود والبرص الْأسود فَهُوَ التقشر والتفلس والتخزّف فَإِنَّهَا لَا تكون فِي البهق الْأسود ثمَّ البرص الْأسود أَيْضا متفاوت فَإِنَّهُ مِنْهُ خشن وَمِنْه أملس وأملس الأبيضين شرّ وأملس الأسودين خير لِأَنَّهُ البهق وَمِنْه شَدِيد الْبعد عَن لون الْبدن وَمِنْه أقرب إِلَيْهِ وَهُوَ أسلم. وَالَّذِي هُوَ غائص لَا يحمر وَلَا يدمي أَو هُوَ شَدِيد الإتساع آخذ مكانآ كثير فَلَا رَجَاء فِيهِ وَكَذَلِكَ الَّذِي هُوَ آخذ كل سَاعَة فِي زِيَادَة لِأَن مزاجه قوي يحِيل مَا يَلِيهِ إِلَى مشابهته فَلذَلِك هورديء جدا. فصل فِي علاج البهق الْأسود يجب أَن يبْدَأ بالفصد إِن كَانَ هُنَاكَ كَثْرَة من الدَّم وباستفراغ الْخَلْط المحترق والسداوي بِمثل: طبيخ الأفتيمون والغاريقون والهليلج الْأسود والبسفايج والإسطوخودوس بالزبيب والتين وَنَحْو ذَلِك. وَالْحجر الأرمني واللازورد إِذا وَقع فِي أدويته كَانَ بَالغا والخِرْبق الْأَبْيَض وأيارج لوغاذيا وأيارج روفس وَغير ذَلِك. وَمن الإستفراغات الرقيقة مَاء الْجُبْن بالأفتيمون يشرب كل يَوْم وزن دِرْهَم أفتيمون فِي قدح من مَاء الْجُبْن فينقي بالرفق وَقد يَنْفَعهُ اسْتِعْمَال الأغذية الْحَسَنَة الكيموس واستعماله الحمامات وَاسْتِعْمَال الإطريفلات الأفتيمونية. سفوّف نَافِع لَهُ وللبرص الْأسود أَيْضا: يُؤْخَذ إهليلج أسود أملج شونيز من كل وَاحِد جُزْء زوفرا جُزْء وَنصف يشرب. مِنْهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute