للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: فِي بَنَات اللَّيْل. من بلي بحصافة الْجلد وانسداد المسام وجودة الهضم فقد يعرض لَهُ فِي الْبرد وَفِي اللَّيْل حكة وخشونة وبثر صغَار تسمى بَنَات اللَّيْل وَالسَّبَب احتباس مَا يجب أَن يتَحَلَّل لضيق مسام فِي الأَصْل وَزَاد فِيهِ تحصيف الْبدن وخاصة فِي وَقت يكثر فِيهِ الهضم وَيتبع كثرته كَثْرَة البخار وَهُوَ اللَّيْل وبسبب ذَلِك تسمى بَنَات اللَّيْل إِذْ أَكثر عروضها يكون فِي اللَّيْل. وَمن أَحْوَال هَذِه الْعلَّة أَن الحكّة تشتد فِيهَا وتستلذ بدءاً ثمَّ تُؤدِّي إِلَى وجع تثيره فِي مَوَاضِع الحكة شَدِيد. فصل فِي العلاج يجب أَن تدبر فِي توسيع المسام بالحمامات والتمريخات الْمَعْرُوفَة لذَلِك وبتخلية الْعُرُوق عَن الْمَادَّة الْكَثِيرَة وَذَلِكَ بالفصد والإستفراغ على مَا قيل فِي بَاب الحكّة إِن كَانَ إِلَى ذَلِك حَاجَة وَكَانَ لَا يكْتَفى بالأدوية الموضعية. وَأما الْأَدْوِيَة الموضعية: فالصبر والمر من أَجود الْأَدْوِيَة لَهَا وخصوصاً مَعَ الْعَسَل وَكَذَلِكَ الصَّبْر مَعَ دَقِيق العدس بِقَلِيل خلّ وَعسل وَمَاء الكرفس من السيالات الْمُنَاسبَة لَهُ وَمن الْأَدْوِيَة النافعة لَهُ دردي الخلّ وَحده والبورق والحِنّاء والزعفران. فصل فِي الثآليل والمسمارية مِنْهَا والعقق القرنية وَمَا يجْرِي مجْراهَا السَّبَب الْفَاعِل لَهَا الأول دفع الطبيعة والمادي خلط غليظ سوداوي رُبمَا اسْتَحَالَ سَوْدَاء عَن بلغم يبس جداٌ إِذا كثر فِي الدَّم وَرُبمَا يعرض لنَفس الدَّم لاحتقانه وكثرته وَعدم أَسبَاب التعفن أَن يَسْتَحِيل إِلَى يبس وَبرد وخصوصاً فِي الْعُرُوق الصغار الَّتِي لَا يعفن الدَّم فِي أَمْثَالهَا لقلّتِه وقربه من الْأَسْبَاب الْخَارِجَة الَّتِي هِيَ إِلَى أَن تجفف أسْرع مِنْهَا إِلى أَن تعفّن لَا سِيمَا إِذا لم يكن الدَّم حاراً فِي جوهره جدا وَرُبمَا نبت مِنْهُ وَاحِد كَبِير فَصَارَ سَببا لِاسْتِحَالَة مراج مَا يَأْتِي الْعُضْو المجاور من الْغذَاء إِلَى مراج مادته فييبس ذَلِك ويبرد فتكثر الثآليل فَإِذا نتف أَو أبطل بِأَيّ تَدْبِير كَانَ سَقَطت الآخر وَتسَمى الْكِبَار الْعَظِيمَة الرؤوس كرؤوس المسامير المستدقّة الْأُصُول مسامير والطوال العقق قروناً وَمن الثآليل جنس يُسمى طرسوس ويعدّ فِيهَا وَإِن كَانَ يجب أَن يُمَيّز عَنْهَا ويشق إِذا شقَّتْ عَن مُدَّة تحتهَا. فصل فِي العلاج أما المبادة إِلَى تقليل الدَّم بالفصد وَإِلَى استفراغ السَّوْدَاء فَأمر لَا بُد مِنْهُ إِذا كثرت الْعلَّة وجاوزت الفصد وَكَذَلِكَ التَّدْبِير المولد للكيموس الْجيد وَغير

<<  <  ج: ص:  >  >>