للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنه لَيْسَ بالمحمود أَن يسْتَعْمل بِمِقْدَار وَاحِد وَأرى أَن هَذَا شَبيه بِمَا يَفْعَله الْإِنْسَان إِذا أَمر جَمِيع من يشرب الْخمر أَن يدرجوه بِالْمَاءِ من غير أَن يعلم أَن فيهم من قد اعْتَادَ أَن يشْربهَا كَثِيرَة المزاج تفهة الطّعْم فَإِذا شربهَا صرفة آلمت رَأسه من سَاعَته وَفِيهِمْ من قد اعْتَادَ شربهَا قَوِيَّة فَإِذا شربهَا كَثِيرَة المزاج غثت نَفسه فَإِذا كَانَ مثل هَذَا يعرض من شرب الْخمر وَمن عَادَة النَّاس أَن يشربوها كثيرا فَكيف لَا يعرض فِي شرب السكنجبين أَكثر وعادتنا أَن نشربه أقل من شرب الْخمر جدا وَهُوَ مِنْهَا أقوى فَيَنْبَغِي إِذا أَن نحكم اعتداله بِحَسب من يشربه لَا بحسبنا وواجب أَن تعلم أَن الأوفق لمن يتَنَاوَلهُ هُوَ الألذ عِنْده وَمن أجل ذَلِك يكون نَفعه لهَ أَكثر وَالَّذِي يتَأَذَّى بِهِ هُوَ الَّذِي تعافه نَفسه واعتدال هَذِه الْأَنْوَاع أَن يعْمل مِمَّا يُوَافق أَكثر النَّاس وَهَكَذَا يجب أَن يعْمل على كل جُزْء من الْخلّ يخلط مَعَه من الْعَسَل المنزوع الرغوة جزءان ويطبخ على نَار لينَة حَتَّى تختلط طعومها وَكَذَلِكَ طعم الْخلّ أَيْضا لَا يبْقى فجاً بل يطْبخ بِالْمَاءِ أَولا فَكَذَلِك يجب أَن يعْمل السكنجبين على كل جُزْء من الْعَسَل أَرْبَعَة أَجزَاء مَاء صافياً ثمَّ يطْبخ بِنَار لينَة باعتدال حَتَّى تصعد رغوة الْعَسَل لِأَن الْعَسَل الرَّدِيء تصعد لَهُ رغوة كَثِيرَة فَلذَلِك يحببس طبخه أَكثر وَالْعَسَل الْجيد أقلّ رغوة فَلذَلِك لَا يحْتَاج إِلَى طبخ كثير كَمَا يحْتَاج الَّذِي قبله وَكثر مَا يبْقى من الأول الَّذِي يدرج إِلَى هَذَا الْمِقْدَار نصفه واعدل طبخه حَتَّى يخْتَلط بهَا جيدا وَلَا يبْقى الْخلّ نيئاً وَيعْمل السكنجبين إِذا خلطت الْأَنْوَاع الثَّلَاثَة من أول شَيْء فتصب من الْخلّ جُزْءا وَمن الْعَسَل جزءين وَمن المَاء أَرْبَعَة أَجزَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى الرّبع وتنزع رغوته فَإِذا أردْت أَن تَجْعَلهُ أقوى جعلت الْخلّ مثل الْعَسَل وَيشْرب كَمَا يشرب الشَّرَاب ممزوجاً وَلَا تشربه دَائِما بل يَوْمًا وَيَوْما لَا لِئَلَّا يضرّ بِفَم الْمعدة فَإِنَّهُ يغوص فِي المفاصل ويحدر الكيموس من الأمعاء السُّفْلى ويحلل الرُّطُوبَة من الْبدن وَمِنْهُم من يشربه بِلَا مَاء يُرِيد بِهِ أَن يجلو الرُّطُوبَة من فَم الْمعدة ويحدرها إِلَى أَسْفَل وَالَّذِي يشربه يصبر عَلَيْهِ إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يسْتَعْمل الْفروج بالزيرباج. صنعه سكنجبيننا: تَأْخُذ السكر الْفَائِق ويسوى ظَهره فِي طنجير وَيصب عَن الْخلّ الثقيف خل الْخمر مَا يظْهر عيونه تَحت السكر وَلَا يغطى السكر وَإِن شِئْنَا أَن لَا يحمض نقصنا من هَذَا الْقدر ثمَّ نضعه على جمر أَو نَار ضَعِيفَة حَتَّى يذوب وننزع رغوته بأصول الطاسات ونأخذها بِخرقَة وَإِنَّمَا ننزعها بِرَفْع وَوضع دون غرف فَإِذا تنقى صببنا عَلَيْهِ المَاء حَتَّى يرق ثمَّ طبخناه وقومناه ثمَّ ينزل وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ نَافِع جدا. صَنْعَة سكنجبين مسهل للصفراء: يُؤْخَذ عسل منزوع الرغوة أَو سكر وخل ثَقِيف كَمَا وَصفته أَولا ويطبخ بِنَار لينَة وَتُؤْخَذ عصارة قثاء الْحمار وسقمونيا بِالسَّوِيَّةِ أُوقِيَّة أَو أَكثر أَو أقل بِمِقْدَار الْحَاجة على قدر مَا تُرِيدُ واسحقه واجعله فِي خرقَة كتَّان وعلقه فِي الْقدر وامرسه كل سَاعَة حَتَّى يذوب وَلَا يبْقى فِي الْخِرْقَة شَيْء. فَإِذا انْعَقَد فارفعه من النَّار وَقوم يطبخون بدل السّقَمُونيا أصل السقمونيا مَعَ

<<  <  ج: ص:  >  >>