المصدوعين إِلَّا مَا كَانَ من الصداع بمشاركة الْمعدة وَكَانَ ذَلِك الْغذَاء من جنس مَا يدبغ فَم الْمعدة ويقويه وَيمْنَع انصباب المرار إِلَيْهِ وَإِذا صحب الصداع المزمن من الآلام مؤذ فانح فِي تدبيرك نَحوه فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ ذَلِك الْعَارِض سَببا للزِّيَادَة فِي الأَصْل الَّذِي عرض لَهُ الْعَارِض مثل السهر فَإِنَّهُ إِذا عرض بِسَبَب الصداع ثمَّ اشتدّ كَانَ من أَسبَاب زِيَادَة الصداع فَيحْتَاج أَن ننطله مثلا يحْتَاج فِيمَا مثلنَا بِهِ أَن يسْتَعْمل مثل دهن القرع ودهن الْخلاف ودهن النيلوفر وَمثل الألبان معطرة بالكافور وَغَيره. وَرُبمَا احتجت فِي مثالنا إِلَى أَن يخدر قَلِيلا وينوّم. وكل صداع صحبته نزلة فَلَا تمل إِلَى تبريد الرَّأْس وترطيبه بالأدهان وَنَحْوهَا بل أفزع إِلَى الاستفراغ وشدّ الْأَطْرَاف ودلكها ووضعها فِي مَاء حَار وَإِذا أردْت أَن تجْعَل على الرَّأْس مَا ينفذ قوته إِلَى بَاطِن الرَّأْس فَلَا حَاجَة بك - كَمَا علمت - إِلَى غير نَاحيَة مقدّم الدِّمَاغ حَيْثُ الدرز الإكليلي وَغير اليافوخ فعندهما يتَوَقَّع نُفُوذ مَا ينفذ وَأما مؤخّر الدِّمَاغ فَإِن الْعظم الَّذِي يُحِيط بِهِ أصل من ذَلِك فَلَا ينفذ مَا يحْتَاج إِلَى نُفُوذه إِلَى الدِّمَاغ فَإِن شدد فِي ذَلِك لم ينْتَفع بِهِ مَنْفَعَة تزيد على المنتفع بهَا لَو اقْتصر على نَاحيَة الْمُقدم وحاق اليافوخ. وَمَعَ ذَلِك فَإِن كَانَ الدَّوَاء مبرّداً ضرّ مبادي العصب وأصل النخاع ضَرَرا عَنهُ غَنِي. والصداع الضرباني قد يصحب الْحَار والبارد من الأورام وَهُوَ الَّذِي كَأَنَّهُ ينبض فَإِن كَانَ السَّبَب حاراً فَاسْتعْمل المبرّدات الَّتِي فِيهَا لين وَاسْتعْمل أَيْضا حجامة النقرة وإرسال العلق على الصدغين وربط الْأَطْرَاف. وَإِن كَانَ بَارِد أفل إِلَى مَا يفش واخلط مَعَه أَيْضا مَا فِيهِ تَقْوِيَة وَبرد مَاء مثل أَن يخلط بدهن الْورْد سذاباً أَو نعناعاً وَإِذا اشْتَدَّ مثل هَذَا الصداع حَتَّى يبلغ بالصبيان إِلَى أَن تنفتق دروزهم فقد حمد فِي علاجهم الْعُرُوق المسحوقة نَاعِمًا المخلوطة بدهن الْورْد والخل طلاء بعد أَن يغسل الرَّأْس بِمَاء وملح وَإِذا اسْتعْملت السعوطات المحللة القوية فتمزج فِي اسْتِعْمَالهَا على مَا قيل فِي القانون وَعَلَيْك أَن لَا تميل نَحْو المخدرات مَا أمكنك وَلَكنَّا سنذكر مِنْهَا وُجُوهًا فِي بَاب مسكّنات الصداع بالتخدير. وَاعْلَم أَن الْقَيْء لَيْسَ من معالجات الصداع وَهُوَ شَدِيد الضَّرَر بِصَاحِب الصداع إِلَّا أَن يكون بِسَبَب الْمعدة وبمشاركتها فينتفع بالقيء. والصداع الَّذِي يكون فِي مُؤخر الرَّأْس فَإِنَّهُ إِن لم يكن حمى كَانَ علاجه بالاستفراغ بالمطبوخ أَولا بِقدر الْقُوَّة ثمَّ الفصد. وَمن وجد صداعاً ينْتَقل فِي رَأسه ويسكنه الْبرد فَلَعَلَّ الفصد لَا بُد مِنْهُ أَو الْحجامَة لِئَلَّا تجذب مداومة الوجع فضولاً إِلَى الرَّأْس.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute