للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسب الْمَادَّة ورجحتهم فِي أرجوحة ثمَّ تحمّمهم بعد ثَلَاثَة أسابيع وتمرخهم يَوْم الحمّام بأدهان مسخّنة. وَمن الغراغر النافعة لَهُم بعد تنقية الْكُلية طبيخ الحاشاء والفوتنج والسعتر والزوفا وَنَحْو ذَلِك فِي الخلّ يخلط بِهِ عسل وَأَيْضًا مَاء سلق طبخ فِيهِ العاقر قرحا الميويزج والحاشا والسمّاق. وَأقوى من ذَلِك أَن يُؤْخَذ الفلافل والدارفلفل الزنجبيل والميويزج والبورق والورد والسمّاق فيُدقّ ويُعجن بميبختج ويتخذ مِنْهُ شيافات ثمَّ تسْتَعْمل مضوغاً أَو غرغرة فِي طبيخ الزوفا بالمصطكي. وَمِمَّا يقرب مِنْهُ إِذا فعل ذَلِك الفلفل والدارفلفل والخردل والفوتنج وَمن المضوغات الفوتنج والميويزج والفلفل والمرزنجوش والخردل إفراداً ومجموعة ويخلط بهَا مثل الْورْد والسمّاق لَا بدّ مِنْهُ. والوجّ مِمَّا ينفع فِي هَذَا الْبَاب وَيُقَوِّي تَأْثِيره وينفعهم التدهين بالأدهان الحارة المقويّة للروح الَّذِي فِي الأعصاب ولجوهر الأعصاب المحلّلة للفضول فِي الَّتِي لَا عنف فِيهَا مثل دهن السوسن وَبعده دهن المرزنجوش ودهن البابونج والشبث ودهن الأذخر وخصوصاً على الرَّأْس فَإِنَّهُ الَّذِي يجب أَن يعْتَمد عَلَيْهِ فِي أَمر الرَّأْس خُصُوصا وَقد أَخذ قوّة من الزوفا والسعتر والفوتنج والحاشا وَنَحْو ذَلِك. وتغذية أَصْحَاب السكتة ألطف من تغذية أَصْحَاب والأصوب أَن يقْتَصر بهم فِي الغدوات على الْخبز وَحده. وَالْخبْز بِالتِّينِ الْيَابِس جيد لَهُم الشّرْب على الطَّعَام من أضرّ الْأَشْيَاء لَهُم وَإِذا أَرَادوا أَن يتعشوا فَلَا بَأْس أَن يقومُوا قبله رياضة خَفِيفَة وحرّكوا الْأَعْضَاء المسترخية تحريكاً. وَإِذا تناولوه لم يَنَامُوا عَلَيْهِ بِسُرْعَة بل يصبرون ريث مَا ينزل وينهضم انهضاماً وَلَا يسهرون أَيْضا كثيرا فَإِن ذَلِك يُعي الدِّمَاغ ويُحلّل من الأغذية بخارات غير منهضمة لمَنعه الهضم. وَقوم يستحبون لَهُم الشّعير بالعدس وَالزَّبِيب واللوز والتين من الأنقال الْمُوَافقَة لَهُم. وَالشرَاب الحَدِيث لَا يوافقهم لما فِيهِ من الفضول والعتيق لما فِيهِ من سرعَة النّفُوذ إِلَى الدِّمَاغ وملئه بل أوفق الشَّرَاب لَهُم مَا بَين بَين وَإِذا حُمَّ الْمَسْكُوت فتوقف فِي أمره حَتَّى ينْكَشف فَرُبمَا كَانَ بُحراناً. والمهلة إِلَى اثْنَيْنِ وَسبعين سَاعَة فَإِن كَانَ لَيْسَ كَذَلِك بل الحمّى لورم وعفونة فَهُوَ مهلك. وَاعْلَم أَن السكتة والفالج تضيق المجاري إِلَيْهِمَا فَلَا تكَاد الْأَدْوِيَة المستفرغة تستفرغ من الْمَادَّة الفاعلة لَهَا خَاصَّة فَاعْلَم جَمِيع ذَلِك.

<<  <  ج: ص:  >  >>