للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استولى على الْبدن وَيكون مَعَ ذَلِك عِلّة صعبة وَإِن كَانَ التشنج الْمُفْرد الْعَارِض فِي عُضْو وَاحِد من الرّيح فَلَا يكون صعباً وَذَلِكَ لِأَن هَذَا يكون لاستيلاء الرّيح على الْبدن كُله وَقد كَانَ التشنج الْمُفْرد إِذا غلب مَعَه الرّيح كَانَ هُنَاكَ خطر وعلامة موت فَكيف المضاعف. وَيُخَالف من وَجه آخر وَهُوَ أَن السَّبَب فِي التشنج المادي كَانَ يَقع فِي مَوضِع من العصب وقوعاً على هَيْئَة تمنع الانبساط لِأَنَّهُ يمدد الليف عرضا أَو يقبضهُ إِلَى أَصله فيشنج. وَأما السَّبَب فِي الكزاز المادي فَإِن وُقُوعه فِي الْخلاف فَإِنَّهُ إِمَّا أَن تكون الرطربة الكازة جرت خلال الليف ثمَّ جمدت وَبقيت على الصلابة فيعسر رُجُوعهَا إِلَى الانقباض أَو تكون وَقعت دفْعَة فملأت الليف من غير أَن تخْتَلف نسبتها من نِسْبَة الليف بل وَقعت على امتداد الليف فعرضت من غير أَن نقصت من الطول نُقْصَانا لَكِنَّهَا تحفظ الطول بميلها لِلْفَرجِ. وَأما التشنج فَإِن الْمَادَّة الفاعلة لَهُ مُخْتَلفَة الْوَضع فِي خلل العصب غير نَافِذَة فِيهَا نفوذاً متشابهاً وَلَا نفاذاً كثيرا وَيُشبه أَن يكون نُفُوذ مَادَّة الكزاز الَّذِي على هَذِه الصّفة يشبه نُفُوذ مَادَّة الاسترخاء إِلَّا أَن تِلْكَ الْمَادَّة رقيقَة مرخية وَهَذِه جامدة صلبة لَا تدع الْعُضْو أَن يَنْعَطِف وَإِمَّا أَن تكون الْمَادَّة فِي الكزاز لم تقع فِي وَاسِطَة العضلة أَو الْوتر أَو الْعصبَة وَلَكِن فِي مبدئه فحفرت العصب أَو الْوتر طولا فَهُوَ لَا يقدر على أَن ينقبض. وَإِمَّا أَن يكون هُنَاكَ ورم وَإِمَّا أَن تكون الْمَادَّة وَقعت خلال الليف وقوعاً إِذا قبضت احْتَاجَت إِلَى أَن يتضاغط لَهَا الليف ويتأذى ويوجع. وَإِمَّا أَن يكون السَّبَب الموجع والمؤذي مادّة أَو غير مَادَّة وَقعت فِي مبادي العضل أَو الأوتار فَهِيَ تهرب عَنْهَا طولا كَمَا يَقع عَن نوع من الكزاز عقيب الْقَيْء العنيف والاستفراغ الْكثير للأذى لِأَن الأوتار والعصب تتأذّى عَن الْمعدة. هَذَا وَإِن كَانَ السَّبَب فِي الكزاز اليبوسة فَيكون لِأَن العضل لما انْتقصَ عرضا بانحلال الرطوبات ازْدَادَ طولا وتقبّضت مِنْهُ المنافذ فتعسّر نُفُوذ الْقُوَّة المحرّكة فِيهَا فضعفت عَن نقل الْأَعْضَاء إِلَى التقبّض وخصوصاً إِذا أعَان التصلّب الْحَادِث عَن الْجَفَاف على الْعَصَبَات وَأما مثله من التشنّج الْيَابِس فقد ينقص من الطول وَالْعرض جَمِيعًا على سَبِيل الاسْتوَاء فَلذَلِك كَانَ التشنّج الْيَابِس أردأ من الكزاز الْيَابِس وكما أَن الاسترخاء رُبمَا وَقع للْقطع فَكَذَلِك التمدّد قد يَقع للجراحة إِذا عرضت فتأذّت العضل عَن الانقباض. والكزاز قد يَقع مِنْهُ شَيْء عَظِيم بِسَبَب قوي ومادة قَوِيَّة كَثِيرَة وَقد يَقع على نَحْو وُقُوع التشنج لخدر امتلائي يسدّ مسالك الرّوح فَتبقى الْأَعْضَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>