للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دَائِما تَسْوِيَة الْوَجْه. وأوفقها الْمرْآة المشوشة فِي إِبْرَاء الْوَجْه وَهِي الضيقة وَالصبيان إِذا ضربتهم اللقوة فِي آخر الرّبيع شفاهم الاطريفل الْأَصْفَر أَيَّامًا إِلَى سَبْعَة والغذاء مَاء حمص. فصل فِي الرعشة وعلامات أصنافها وعلاجاتها هِيَ علّة آلية تحدث لعجز الْقُوَّة المحركة عَن تَحْرِيك العضل على الِاتِّصَال مقاومة للنَّقْل المعاوق المداخل بتحريكه لتحريك الْإِرَادَة فتختلط حركات إرادية بحركات غير إرادية أَو ثبات إرادي بتحريكات غير إرادية وَهِي آفَة فِي الْقُوَّة المحركة كَمَا أَن الْخمر آفَة فِي الحساسة. وَهَذَا السَّبَب إِمَّا فِي الْقُوَّة وَإِمَّا فِي الْآلَة وَإِمَّا فيهمَا جَمِيعًا فَإِن الْقُوَّة إِذا ضعفت لاعتراض الْخَوْف أَو لوصول شَيْء مفظع هائل كالنظر من مَوضِع عَال أَو الْمَشْي على حَائِط أَو مُخَاطبَة محتشم مهيب أَو غير ذَلِك مِمَّا يقبض القوى النفسانية أَو غم أَو حزن أَو فَرح مشوش لنظام حركات الْقُوَّة عرضت الرعشة. وَالْغَضَب قد يفعل ذَلِك لِأَنَّهُ يحدث اخْتِلَافا فِي حَرَكَة الرّوح. وَمن أَسبَابهَا على سَبِيل إيهان الْقُوَّة كَثْرَة الْجِمَاع على الامتلاء والشبع. وَأما الْكَائِن عَن الْآلَة فقد يكون بِأَن يسترخي العصب بعض الاسترخاء وَلَا يبلغ بِهِ الفالج فَلَا يتماسك عِنْد التحريك كَمَا يعرض عِنْد الشّرْب الْكثير وَالسكر الْمُتَوَاتر وَكَثْرَة شرب المَاء الْبَارِد أَو شربه فِي غير وقته أَو بِأَن يَقع فِي الأعصاب سدد لامتلاء كثير حَادث عَن الْأَسْبَاب الْمَعْلُومَة من التُّخمَة وَترك الرياضة فَلَا تنفذ لأَجلهَا الْقُوَّة تَمام النّفُوذ. والمادة السَّادة إِمَّا منفعلة عَن المجاري متحركة فِيهَا تَارَة تطرق النّفُوذ وَتارَة تمنع وَإِمَّا غير منفعلة الْبَتَّةَ وَقد يكون من أَن تَجف الْآلَة جفوفاً فَلَا تطاوع للْعَطْف مطاوعة مسترسلة. وَأما الْمُشْتَركَة فَأن يُصِيب الْآلَة ضَرَر يتَأَذَّى إِلَى الْإِضْرَار بِالْقُوَّةِ كَمَا يُصِيبهَا برد شَدِيد من خَارج أَو من لسع حَيَوَان أَو من خلط أَو من حر شَدِيد كَمَا يعْتَرض عِنْد الاحتراق وَغَيره فَيُصِيب مَعهَا الْقُوَّة آفَة أَو يُصِيب الْقُوَّة على حدتها آفتها الَّتِي تخصها ويصيب الْعُضْو على حِدته آفَة تخصه ويتوافى الضرران مَعًا. والرعشة رُبمَا كَانَت فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَرُبمَا كَانَت فِي الْيَدَيْنِ وَرُبمَا كَانَت فِي الرَّأْس وَحده بِحَسب وُصُول الآفة إِلَى عضل دون عضل وَقد تكون الرعشة فِي الْيَدَيْنِ دون الرجلَيْن إِمَّا لِأَن السَّبَب لَيْسَ فِي أصل النخاع بل فِي الشّعب النافذة إِلَى الْيَدَيْنِ من العصب وَإِمَّا لِأَن السَّبَب فِي أصل النخاع لكنه ينفضه إِلَى أقرب الْمَوَاضِع وَأقرب الجوانب. والطبيعة تحوط النخاع من أَن ينفذ ذَلِك السَّبَب فِيهِ فَيبلغ أقصاه وَإِمَّا لِأَن الرّوح المحرك فِي أصافل الْبدن أقوى وَأَشد لحَاجَة تِلْكَ الْأَعْضَاء إِلَى مثله فَلَا ينفعل عَن الْأَسْبَاب الَّتِي لَيست بقوية جدا انفعالا شَدِيدا وَإِن انفعلت الْآلَة قوي على قهرها وَالْيَد لَيست كَذَلِك. وَالسَّبَب الْغَالِب فِي إِحْدَاث الرعشة الثَّانِيَة برد يضعف

<<  <  ج: ص:  >  >>